صدقت التوقعات هذه المرة، وحدث ما كنت أتحسب له منذ أسبوعين من إمكانية حدوث تراجع في أداء البورصة بعد أن استنفدت كل مقومات الصعود في هذه الفترة وأهمها الإفصاح عن نتائج الشركات المدرجة للنصف الأول من العام. وجاء الصيف شديد الحرارة وجاء معه على غير العادة موسم الصيام والقيام، فسلب من المتعاملين حماستهم ورغبتهم في التداول، في ظل أسعار بدت لهم مرتفعة نسبياً وغير مغرية للشراء. فكان أن أعرضوا عن البورصة إلا القليل منهم. ولقد كانت المحافظ الأجنبية هي اللاعب الأساسي الذي حافظ بمشترياته الصافية على استقرار السوق نسبياً وعمل على عدم تدهور الأسعار بأكثر من 68.9 نقطة وبنسبة 0.97%، لينتهي الأسبوع والمؤشر عند مستوى 7064.5 نقطة.
وقد لوحظ أن إجمالي قيم الأسهم المتداولة قد عاد إلى الإنخفاض هذا الأسبوع وبنسبة 29.3% إلى مستوى 477.6 مليون ريال، وبمعدل 95.5 مليون ريال يومياً مقارنة بـ 675.7 مليون ريال وبمتوسط 135.1 مليون ريال في الأسبوع السابق. ويعتبر هذا المعدل ثاني أقل معدل أسبوعي للتداول هذا العام منذ الأسبوع الثالث من يوليو عندما تدنى الرقم إلى مستوى 448.8 مليون ريال وبمتوسط يومي 89.8 مليون ريال. وقد استحوذت شركات بروة وصناعات والتجاري وناقلات والريان على الترتيب على ما مجموعه 48% من إجمالي قيم التداول أو نحو 229.3 مليون ريال.
وكان من نتيجة هذا التراجع في قيم التداول أن انخفضت مشتريات المحافظ الأجنبية (صافي) إلى 45.8 مليون ريال مقارنة بـ 111.4 مليون في الأسبوع السابق، و 146.2 مليون ريال في الأسبوع الأخير من شهر يوليو. هذا الانخفاض في مشتريات المحافظ الأجنبية الصافية قد يكون له ما يبرره من حيث تراجع مؤشرات الأسهم العالمية هذا الأسبوع، فضلاً عن ميل هذه المحافظ إلى تسوية مراكزها التي فتحتها وجمعت على أسهمها على مدى الأسابيع الخمسة السابقة.
وفي المقابل ظلت شهية الأفراد القطريين وغير القطريين غير مفتوحة للشراء الصافي، حيث باع القطريون بأكثر مما اشتروا هذا الأسبوع بقيمة 44 مليون ريال، في حين باع الأفراد غير القطريين صافي بما قيمته 9.7 مليون ريال. وتقلبت المحافظ القطرية في أيام الأسبوع ما بين البيع الصافي والشراء ،وانتهى الأسبوع بشرائها صافي بما قيمته 7.8 مليون ريال فقط.
وكان من نصيب هذا الأسبوع صدور إفصاحات مالية لسبع شركات، إضافة إلى إفصاحين من بروة وقطر للوقود- يُفترض أنهما صدرا مساء الخميس بعد صلاة التراويح-. ولم تكن إفصاحات السبع شركات في معظمها بالمؤثرة إيجاباً على مجريات التداول في البورصة؛ حيث تبين أن أرباح اثنتين منها قد تراجعت عن الفترة المناظرة في العام الماضي هما الأولى للتمويل والسنيما، وكانت الزيادة في أرباح الميرة هامشية بنسبة 3.6%، وفي التحويلية بنسبة 10.5%. وأما الزيادة في أرباح مجمع المناعي والخليج التكافلي فكانت غير مؤثرة لضعف التداول على هذه الشركات، في حين أن تحول دلالة من خسائر بقيمة 9.9 مليون ريال إلى أرباح بقيمة 10.3 مليون ريال قد اثر بشكل إيجابي على سعر السهم.
وقد كان من محصلة تداولات هذا الأسبوع أن ارتفعت أسعار أسهم 11 شركة فقط كان في مقدمتها سعر سهم دلالة بنسبة ارتفاع 4.38% ثم سهم شركة الرعاية-التي ستُعلن نتائجها يوم الأحد القادم- بنسبة 3.66%، وسهم العامة للتأمين بنسبة 1.92% ثم سهم أعمال بنسبة 1.71% فسهم الطبية بنسبة 1.65%. وفي المقابل ظلت أسعار أسهم 5 شركات بدون تغير، فيما انخفضت أسعار أسهم 26 شركة، جاء في
مقدمتها سهم الخليج التكافلي الذي انخفض سعره بنسبة 9.9%، ثم سهم أزدان بنسبة 3.45%، ثم سهم الإسلامية للتأمين بنسبة 3.89%، فسهم الخليجي بنسبة 3.80%، ثم سهم التحويلية بنسبة 2.89%.
وكان من محصلة هذه التغيرات جميعها أن انخفض المؤشر الفرعي لقطاع البنوك بنسبة 1.33%، كما انخفض مؤشر الصناعة بنسبة 1.07%، ومؤشر قطاع الخدمات بنسبة 0.38%، فيما ارتفع مؤشر قطاع التأمين بنسبة 0.14% كما انخفضت الرسملة الكلية للشركات المدرجة في البورصة مع نهاية الأسبوع بنسبة 1.38%، و بمقدار 5.3 مليار ريال إلى 376.9 مليار ريال.
ومرة أخرى أتحسب لما سيحدث في الأسبوع القادم، إذ أنه ما لم يحدث تغير في سلوك الأفراد نحو الشراء، وما لم تعوض المحافظ القطرية من تراجع المشتريات الصافية للمحافظ غير القطرية، فإن الأسعار والمؤشر قد تواصل تراجعها مجدداً، ويظل ذلك-كما كان دائماً- رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ،،،،،، والله أعلم