اقنصر التداول هذا الأسبوع على جلستي الأربعاء والخميس بسبب عطلة عيد الفطر المبارك التي امتدت من الجمعة إلى مساء الثلاثاء، وهو ما عطل التداول ثلاثة أيام كاملة بدءاً من يوم الأحد. وإذا كان الأسبوع الماضي قد شهد نشاطاً ملحوظاً بتقدم المؤشر بنحو 205 نقطة وبنسبة 2.8% وصل بها إلى 7511 نقطة، فإن حركة المؤشر في هذا الأسبوع المختصر قد تباينت ما بين ارتفاع سريع للمؤشر يوم الأربعاء تجاوز به مستوى 7600 نقطة قبل أن يتراجع ويقلص ارتفاعه إلى نحو 52 نقطة فقط استقر بها عند مستوى 7562 نقطة، وما بين انخفاض يوم الخميس وصل في مداه إلى نحو 50 نقطة اقترب بها من مستوى 7510 نقطة قبل أن يرتد ثانية ويستقر عند الإقفال عند مستوى 7554.3 نقطة. وبذلك يكون المؤشر قد ارتفع في يومين بمقدار 44.3 نقطة وبنسبة 0.6% عن إقفال ما قبل العيد.
وبهذه النتيجة أكمل المؤشر خمسة أسابيع من الارتفاعات المتتالية منذ منتصف أغسطس الماضي، ارتفع بها نحو 490 نقطة، كما أنه قد ارتفع أيضاً في 9 أسابيع من أصل 11 أسبوع منذ بداية شهر يوليو بنحو 709 نقطة، فهل ما زال لدى المؤشر طاقة لمواصلة الارتفاع والوصول إلى مستويات جديدة أم أنه قد فقد ما لديه من زخم بتأثير عمليات البيع لجني الأرباح التي تحققت للمستثمرين عندما وصلت أسعار بعض الأسهم إلى مستويات عالية نسبياً؟ وبكلام أكثر تحديداً هل وصول سعر سهم صناعات إلى 108 ريال والوطني إلى 156 ريالاً وكيوتيل إلى 182 ريالاً والمصرف والتجاري إلى أكثر من 79 ريالاً، وقطر للتأمين إلى 82 ريالاً وسهم الريان إلى 15.2 ريالأ، والإجارة إلى 36.5 ريالً-وذلك كله على سبيل المثال لا الحصر- سبباً في توقف إندفاعة المؤشر في الأسبوع المختصر ما بعد العيد؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد استراحة محارب يعاود المؤشر بعدها الارتفاع مجدداً للوصول إلى مستويات جديدة توقف دونها قبل نهاية أبريل الماضي وأقصد بذلك مستوى 7800 نقطة؟
للإجابة على هذا التساؤل لا بد أن نغوص في بيانات المتعاملين في البورصة لنعرف اتجاهات الشراء والبيع لدى الفئات المختلفة حيث درج الأفراد على البيع (الصافي) في الأسابيع التسعة الماضية –إلى أسبوع ما قبل العيد- فباع القطريون منهم بما مجموعه 535 مليون ريال، وباع غير القطريين بما مجموعه 122 مليون ريال. وفي حين اشترت المحافظ القطرية في 7 أسابيع من أصل 9 بما مجموعه صافي 198.3 مليون ريال، وباعت في أسبوعين صافي بما مجموعه 54.7 مليون ريال، فإن المحافظ غير القطرية قد اشترت صافي في 8 أسابيع بما مجموعه 502 مليون ريال، وباعت في أسبوع واحد فقط هو الأسبوع قبل الأخير بمقدار 5.7 مليون ريال. فهل يحدث تغيير في مراكز الشراء والبيع الصافي في الأسبوع القادم أم يظل الحال على ما هو عليه من بيع صافي للأفراد وشراء صافي للمحافظ وخاصة غير القطرية منها؟
يمكن القول إن الأسبوع المختصر ما بعد العيد قد شهد بالفعل تحولاً في توجهات الفئات المختلفة، حيث باعت المحافظ صافي واشترى الأفراد صافي وتفصيل ذلك على النحو التالي: باعت المحافظ القطرية صافي بما مجموعه 5 مليون ريال، وباعت المحافظ غير القطرية بما مجموعه صافي 3.8 مليون ريال، في حين اشترى القطريون الأفراد بما مجموعه صافي 2 مليون ريال، واشترى غير القطريين بما مجموعه 6.9 مليون ريال. ومع حدوث هذا التغير فإن إجمالي قيم التداول قد عادت إلى التراجع في اليوم الثاني أي يوم الخميس إلى 113.65 مليون ريال. ومن ثم فإن محصلة ما تقدم أن هناك تغيراً في توجهات المتعاملين قد حدث في اليومين الماضيين، وأن استمرار هذه التوجهات الجديدة في الأسبوع أو الأسابيع التالية قد يؤدي إلى قدر من التصحيح في الأسعار ينتج عنه تراجع المؤشر بنحو 200 نقطة إلى مستوى 7300 نقطة قبل أن يواصل ارتفاعه ثانية.
ويظل ذلك –كما كان دائماً-رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ،،،،، والله أعلم.