في أسبوع لم تشهد له البورصة القطرية مثيلا منذ سنوات، وفي ظل أجواء استثنائية جداً، تجمعت كل العوامل الإيجابية فجأة وكأنها سحابات كثيفة تراكمت من كل حدب وصوب ثم اندفعت كالإعصار فوق سماء الدوحة، فأمطرت خيراً عميماً شربت منه كل القطاعات. كان هذا هو حال البورصة طيلة أيام الأسبوع، وفي حين كان الإعصار قوياً جداً بطبيعة الحال في أول أيام الأسبوع، إلا أن اندفاعه ظل قوياً في بقية الأيام حتى مع تراجع المؤشر يوم الخميس وتحوله إلى سالب منذ منتصف النهار. ومع نهاية الأسبوع تبين أن المؤشر قد كسب 565 نقطة وبنسبة 6.9% ارتفع بها عالياً إلى مستوى 8750 نقطة. ولكي تتضح صورة ما حدث فإنني أعود إلى التفاصيل الخاصة بالمجاميع المختلفة؛ وبوجه خاص أحجام التداولات وتوزيعاتها على الفئات المختلفة للمتعاملين، وعلى تداولات أسهم الشركات المختلفة، لنرى ما طرأ عليها من تغير وتبدل.
وكالعادة، أبدأ بإجمالي حجم التداول الذي تضاعف أكثر من مرة وبنسبة 268.4% ليصل إلى 4482 مليون ريال وبمتوسط يومي 896.5 مليون ريال مقارنة بـ 243.4 مليون ريال في الأسبوع السابق. وقد نشط التداول على معظم الأسهم المدرجة في السوق، مع التركيز على أسهم الشركات التي لها علاقة مباشرة بمشروعات المونديال، ونجد بهذا الخصوص أن التداول على سهم بروة قد احتل المركز الأول بقيمة 931.1 مليون ريال فيما جاء سهم مصرف الريان ثانياً بمقدار 564.7 مليون ريال، فسهم صناعات ثالثاً بقيمة 318.2 مليون ريال، فسهم ناقلات رابعاً بقيمة 277.5 مليون ريال، فسهم بنك الدوحة خامساً بقيمة 249 مليون ريال، فسهم الخليج القابضة بقيمة 233.5 مليون ريال.. وقد استحوذت هذه الشركات الست مجتمعة على تداولات بقيمة 2574 مليون ريال، وبما نسبته 57.4% من إجمالي حجم التداول.
وإذا نظرنا إلى أداء البورصة من جهة عدد الشركات المرتفعة وتلك المنخفضة فسنجد أن ارتفاع المؤشر قد تحقق بارتفاع أسعار أسهم 39 شركة مقابل انخفاض أسعار أسهم ثلاث شركات فقط. وكان في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سعر سهم شركة الإسمنت بنسبة ارتفاع 31.07%، ثم شركة الخليج القابضة)إسمنت أيضاً) بنسبة 30.07%، فسعر سهم بروة بنسبة 17.11%، فسعر سهم مصرف الريان بنسبة 15.34%، فسهم المتحدة للتنمية بنسبة 12.84%ثم سعر سهم الخليجي بنسبة 11.33%. وفي المقابل انخفضت أسعار أسهم ثلاث شركات فقط هي سهم مجمع المناعي بنسبة 3.72%، وسهم العامة لتأمين بنسبة 1.56% وسهم البنك الأهلي بنسبة 0.56%.
وقد أجمعت القطاعات الأربعة على الارتفاع ودعم المؤشر العام فارتفع مؤشر قطاع البنوك بنسبة 7.69%، فيما ارتفع مؤشر قطاع الصناعة بنسبة 6.33% و مؤشر قطاع الخدمات بنسبة 6.12% ثم مؤشر قطاع التأمين بنسبة 4.24%
ويلاحظ أن مشتريات ومبيعات جميع الفئات قد تقلصت بعد اليوم الأول من الأسبوع وكانت المحصلة النهائية أن المحافظ الأجنبية قد اشترت صافي بما مجموعه 157.3 مليون ريال معظمها يوم الأحد، وفي المقابل تقلصت المبيعات الصافية للمحافظ القطرية بعد اليوم الأول ولكنها باعت صافي بما مجموعه 192.31 مليون ريال.أما الأفراد فكانو بائعين صافي في اليوم الأول، ورغم حدوث تحول على توجهاتهم بقية الأيام إلا أنهم ظلوا بائعين صافي في كل أسبوع بمقدار 239.6 مليون ريال للقطريين و 48.2 مليون ريال لغير القطريين.
وخلاصة ما تقدم أن البورصة شهدت هذا الأسبوع حركة تداولات غير مسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وارتفع المؤشر بقوة غير معهودة، مع التسليم أن عمليات جني الأرباح قد جعلت المؤشر يتراجع يوم الخميس، وقد يستمر التوقف ليوم أو بعض يوم، من أجل تقييم الموقف، ولكن الاندفاع قد لا يتوقف نهائياً قبل الوصول إلى مستويات جديدة وخاصة لجهة وصول المؤشر إلى 9000 نقطة،،، وذلك بالطبع رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ….. والله أعلم.
.