انتكاسة لمؤشر البورصة بفعل عوامل خارجية

انتكس اتجاه المؤشر هذا الأسبوع بعد أن أظهر مع نهاية الأسبوع الماضي عزماً على بدأ جولة جديدة من الارتفاعات. وكانت الانتكاسة بفعل التداعيات التي نجمت عن إقدام وكالة ستاندرد آند بورز بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بمقدار درجة عن مكانته الرفيعة الممتازة. وقد عمت التراجعات والاضطرابات كل أسواق العالم تقريباً منذ مساء الخميس قبل الماضي، ولم تفلح تطمينات الرئيس أوباما للمستثمرين، ولا قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي بالإبقاء على معدلات الفائدة على الدولار بدون تغيير في وقف مسلسل التراجعات في أسواق الأسهم، فكان أن اندفع المستثمرون للخروج من بورصات الأسهم والإقدام على شراء الذهب ليصل سعره خلال الساعات الماضية إلى 1800 دولار للأونصة. كما انخفض سعر برميل النفط تخوفاً من ركود قادم فأثر ذلك على سعر سهم صناعات بوجه خاص. ولم تكن البورصة القطرية استثناءاً من الحدث بل واكبته بقوة، وإن أدى تدخل المحافظ القطرية إلى التقليل من حجم الخسائر، التي نتجت عن مبيعات صافية للمحافظ غير القطرية بقيمة 407 مليون ريال. وقد كان من أهم إفرازات الحدث أن سجل حجم التداول ارتفاعاً بنسبة 125.3% تجاوز به 2 مليار ريال، في حين خسرت الرسملة الكلية نحو 19 مليار ريال.

وفي تفصيل ما حدث أشير إلى أن حجم التداول قد تضاعف إلى مستوى 2090 مليون ريال، بمتوسط يومي 418 مليون ريال مقارنة بـ 185.5 مليون ريال في الأسبوع الذي سبقه. وقد شكلت التداولات على أسهم الشركات الست الأكثر تداولاً ما نسبته 68.7% من إجمالي التداولات في أسبوع، وكانت على الترتيب لسهم صناعات بقيمة 467.4 مليون ريال، فسهم مصرف الريان بقيمة 274 مليون ريال، فسهم بروة بقيمة 258.2 مليون ريال، ثم لسهم الوطني بقيمة 194.1 مليون ريال، فسهم التجاري بقيمة 135.1 مليون ريال، فسهم الميرة بقيمة 107مليون ريال.

وقد انخفض المؤشر في ثلاثة أيام متتالية، وارتفع في الرابع، ثم عاد إلى الانخفاض في اليوم الخامس ليصل مع نهاية الأسبوع إلى مستوى 8107.5 نقطة بانخفاض مقداره 383.3 نقطة ونسبته 4.5% دون إقفال الأسبوع السابق. وقد جاء انخفاض المؤشر العام محصلة لانخفاض أسعار أسهم 39 شركة وارتفاع أسعار أسهم ثلاث شركات، وأجمعت المؤشرات القطاعية على الانخفاض، حيث انخفض مؤشر قطاع البنوك بنسبة 3.72%، فيما انخفض مؤشر قطاع التأمين بنسبة 3.61%، مع انخفاض مؤشر قطاع الصناعة بنسبة 6.71%، ومؤشر قطاع الخدمات بنسبة 4.97% .

وكان سعر سهم الخليج الدولية قد شهد أعلى نسبة انخفاض بلغت 12.43%، تلاه سعر سهم المجموعة الإسلامية القابضة بنسبة 10.28% ثم سعر سهم أعمال بنسبة 8.96%، فسعر سهم قطر وعمان بنسبة 8.40%، ثم سعر سهم صناعات بنسبة 7.71%، فالخليج التكافلي بنسبة 7.35%. وفي المقابل سجل سعر سهم السينما أعلى نسبة ارتفاع-معاكساً انخفاضه بأعلى نسبة في الأسبوع السابق- بلغت 6.76%.كما ارتفع سعر سهم الأهلي بنسبة 2.86%، والمواشي بنسبة 1.54% لتخالف ثلاثتها الاتجاه العام للسوق. ومع انخفاض المؤشر العام وكافة المؤشرات القطاعية، فإن الرسملة الكلية قد انخفضت بنحو 19 مليار إلى 431.1 مليار ريال.

وقد انفردت المحافظ غير القطرية بالبيع الصافي هذا الأسبوع بما قيمته 407 مليون ريال، في مواجهة مشتريات صافية من كل من المحافظ القطرية بقيمة 233.5 مليون ريال، ومن القطريين بقيمة 139.4 مليون ريال، ومن الأفراد غير القطريين بقيمة 34.5 مليون ريال.

وبالمحصلة فإن أداء البورصة قد تأثر سلباً بما جرى في بورصات العالم، حيث أدى الخروج المكثف للمحافظ غير القطرية من السوق إلى انخفاض حاد في الأسعار والمؤشر، ولكن هذه المبيعات للمحافظ الأجنبية قد تقلصت في اليوم الأخير، إلى 29 مليون ريال صافي بعد أن بلغت في اليوم الأول مستوى 178 مليون ريال. ومن ثم ساهم ذلك – إلى جانب التدخل القوي من المحافظ القطرية، وقرار المصرف المركزي مساء الأربعاء بإجراء المزيد من التخفيف على سياسته النقدية – في تهدئة التداولات في البورصة مع نهاية الأسبوع، بانتظار أسبوع آخر نأمل أن يكون أكثر استقراراً من سابقه.

ويظل ما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ والله أجل وأعلم.

التحليل المالي الأسبوعي ليوم 12/8/2011