هيمنة عمليات المضاربة على التداولات.. والمؤشر يتراجع

بقلم : بشير يوسف الكحلوت

مدير مركز البيرق للدراسات

كانت بداية تعاملات الأسبوع سلبية حيث ارتد المؤشر دون حاجز 8800 نقطة بانخفاضة في أول جلستين، ثم تأرجح الأداء ما بين صعود وانخفاض فصعود في بقية الجلسات، ليسجل المؤشر عند الإقفال يوم الخميس تراجعاً بنحو 40 نقطة. وانعكس هذا التراجع في الأداء على بقية المجاميع، فانخفض مؤشر جميع الأسهم، وإجمالي التداولات، وتقلصت الرسملة الكلية، وإن ارتفع عدد الصفقات. وقد تناغم انخفاض المؤشر العام مع تراجعات ملحوظة في مؤشرات بورصات العالم وخاصة في نيويورك، وفي دول مجلس التعاون والمؤشر السعودي بوجه خاص. وكان في خلفية التداولات بعض التطورات المحلية المهمة التي ربما أثرت على مستويات أسعار بعض الأسهم ومنها انعقاد عمومية الميرة، واعتماد توزيع الأرباح، وإفصاح عدة شركات عن أرباحها لفترة الربع الأول من العام وهي الإجارة ومزايا وقطر للتأمين والمصرف، وإعلان الإجارة عن فتح باب الاكتتاب في زيادة رأس المال بنسبة 50% اعتباراً من الأحد 15 أبريل. وقد كان واضحاً من زيادة عدد الصفقات، وزيادة أحجام التداولات على أسهم الشركات ذات الأسعار الصغيرة كفودافون، أن هذه الفترة تسودها عمليات المضاربة لجني أرباح سريعة.

وفي تفصيل ما حدث، أشير إلى أن المؤشر العام قد انخفض في محصلة تداولات الأسبوع بنحو 40 نقطة، وبنسبة 0.45% دون إقفال الأسبوع السابق، ليصل إلى مستوى 8785 نقطة. كما انخفض مؤشر جميع الأسهم-المؤشر الجديد- بنسبة 0.13% إلى 2059.3 نقطة. وجاء انخفاض المؤشرات على النحو المشار إليه محصلة لانخفاض أسعار أسهم 24 شركة، وارتفاع أسعار أسهم 17 شركة، واستقرار أسعار أسهم شركة واحدة بدون تغير. ومن حيث التصنيف القطاعي؛ طرأ انخفاض على مؤشر قطاع النقل بنسبة 1%، وعلى مؤشر قطاع التأمين بنسبة 1.18.%، ومؤشر قطاع البنوك والخدمات المالية بنسبة 0.49%، فيما ارتفعت بقية المؤشرات القطاعية بنسبة 1.67% لقطاع الاتصالات، وبنسبة .49% لقطاع الصناعة، ، وبنسبة .25% لقطاع الخدمات الاستهلاكية، و بنسبة 0.05% لقطاع العقارات. وقد كان من نتيجة الانخفاض المحدود الذي طرأ على المؤشر العام وعلى مؤشر جميع الشركات، وعلى نصف المؤشرات القطاعية، أن انخفضت الرسملة الكلية للسوق بمقدار 0.9 مليار ريال، لتصل إلى مستوى 463.1 مليار ريال.

وقد جاء سعر سهم الميرة في مقدمة الأسهم التي انخفضت أسعارها حيث تراجع سعر السهم قبل وبعد انعقاد الجمعية العمومية للشركة بما نسبته 13.44%، إلى 161 ريال، ثم جاء سعر سهم مزايا ثانياً بنسبة انخفاض 4.15% فسعر سهم العامة للتأمين بنسبة 3.41%، فسعر سهم المجموعة الإسلامية بنسبة 3.25%، فسعر سهم الخليج الدولية بنسبة 3.14%، فسعر سهم السينما بنسبة 2.94%. وفي المقابل سجل سعر سهم فودافون أعلى نسبة ارتفاع بلغت 19.66%، يليه سعر سهم دلالة بنسبة 17.39%، فسعر سهم السلام بنسبة 16.97%، ثم سعر سهم الأهلي بنسبة 5.91%، فسعر سهم الطبية بنسبة 5.20%، فسعر سهم أعمال بنسبة 4.99%.

وقد تراجع إجمالي التداول للأسبوع الثالث على التوالي بنسبة 11.2%، ليصل إلى نحو 1315.3 مليون ريال بمتوسط يومي 263.1 مليون ريال، مقارنة بـ 1608.2 مليون ريال ، وبمتوسط يومي 321.6 مليون ريال في الأسبوع الذي سبقه. وقد شكلت التداولات على أسهم الشركات الست الأكثر تداولاً ما نسبته 48.8% من إجمالي التداولات وبقيمة 642.1 مليون ريال، وكانت على الترتيب لسهم دلالة بقيمة 144.3 مليون ريال، فسهم فودافون بقيمة 137.1 مليون ريال، فسهم مزايا بقيمة 118.2 مليون ريال، فسهم قطروعمان بقيمة 100 مليون ريال، فسهم ناقلات بقيمة 71.4مليون ريال، فسهم الريان بقيمة 71.1مليون ريال.

وانفردت المحافظ القطرية، والقطريون الأفراد بعمليات الشراء الصافي وبقيمة بلغت 82.2 مليون ريال للمحافظ، و 25 مليون ريال للأفراد، فيما باعت المحافظ غير القطرية صافي بقيمة 98.4 مليون ريال، وباع غير القطريين الأفراد صافي بقيمة 8.8 مليون ريال.

وبالمحصلة فإن أداء البورصة قد تراجع هذا الأسبوع وخسر المؤشر نقلة واحدة انكفأ بها دون مستوى 8800 نقطة، ولم تكن النتائج المعلنة من بعض الشركات لفترة الربع الأول لعام 2012 مقنعة بالقدر الكافي حيث انخفض سعر سهم كل من الإجارة وقطر للتأمين. وكان من الواضح أن السوق تسوده في هذه الفترة عمليات مضاربة شديدة على أسهم بعض الشركات مثل فودافون ودلالة والسلام ومزايا وهي شركات يسهل رفع أسعارها بسرعة، في حين تتراجع التداولات على أسهم شركات المقدمة كالريان والوطني وصناعات، والمصرف والتجاري.

ويظل ما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ، وهو محاولة لشرح ما جرى بالأرقام والمعلومات المستقاة من تقارير إدارة البورصة، ولا يحمل بالتالي أية دعوة خاصة للبيع أو لشراء أسهم شركات بعينها،،،، والله جل جلاله أجل وأعلم،،،

التحليل المالي الأسبوعي 12/4/2012