هل نحن عائدون إلى الذروة ؟

هل نحن عائدون إلى الذروة ؟

هل نحن عائدون إلى الذروة ؟
بقلم : بشير يوسف الكحلوت
منشور على الموقع فقط
أخيراً وبعد انتظار طال عن موعده بعض الشيء حدثت القفزة المنتظرة لأسعار الأسهم وحقق المؤشر قفزة كبيرة كما كان متوقعاً في مقالتنا في العشرين من نوفمبر المنشورة على الموقع بعنوان هل نحن على أبواب قفزة جديدة للمؤشر؟. وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة للتداول تمكن المؤشر من الارتفاع بأكثر من 700 نقطة ليصل حتى إقفال الثلاثاء إلى 10425 نقطة. وقد شهدت أسعار أسهم بعض الشركات ارتفاعات قوية مثلما حدث مع سعر سهم التجاري الذي لامس 200 ريال، وقطر للتأمين الذي لامس 193 ريال، وصناعات 180 ريال، والمصرف 170.5 ريال والكهرباء والماء 124.9 ريال، وكيويتل 299 ريال. والدولي إلى 116.3 ريال. هذه الارتفاعات القوية مع بداية العام لم تأت من فراغ وإنما كان لها ما يبررها ، وقد تحدثت في المقالات السابقة المنشورة على الموقع عن أسباب هذا الارتفاع وأهمها أن أسعار الأسهم كانت منذ ربيع عام 2007 عند مستويات متدنية جداً وتشكل عنصر جذب شديد للمستثمرين ليس داخل قطر فحسب وإنما من خارجها أيضاً.
وقد تحدثت دراسة حديثة لمجموعة سيتي العالمية عن أن الاستثمار في بعض دول الشرق الأوسط وخاصة قطر والإمارات ومصر كانت في الربع الرابع من العام 2007 مغرية جداً للمستثمرين الأجانب. وكان التراجع الذي شهدته أسعار الأسهم في أسواق نيويورك وأوروبا واليابان والمخاوف من مزيد من التراجع سبباً مهماً في دفع الشركات والمحافظ الاستثمارية العالمية إلى البحث عن ملاذات آمنة ومربحة للاستثمار. وكان الحديث عن إمكانية رفع نسبة الاستثمار الأجنبي في أسهم بعض الشركات القطرية من 25% إلى 49% عاملاً معززاً لتدفق المزيد من الاستثمارات الأجنبية ومن ثم حدوث الموجة الحالية القوية من الارتفاعات. ويضاف إلى ما تقدم فإن التوقعات باتت ترجح حدوث انخفاض جديد في معدلات الفائدة نهاية هذا الشهر ربما إلى مادون إلـ 4% وهو ما يزيد الإقبال على امتلاك الأسهم في زمن يرتفع فيه التضخم إلى أكثر من 13%.
وارتفاع الأسعار في هذا الوقت من السنة مبرر أيضاً بقرب الإعلان عن النتائج المالية للشركات للعام 2007، وما يتبع ذلك من قرارات بشأن توزيعات الأرباح، وما إذا كانت ستقتصر على التوزيعات النقدية أم ستشمل أيضاً توزيعات في صورة أسهم أو أجزاء من السهم. ويؤدي الإعلان عن الأرباح إلى تحسن نسبة مكرر الربح إلى العائد بانخفاضها إذا ما جاء العائد قوياً، مما يعطي الفرصة لارتفاع سعر سم الشركة الذي يحدث فيها ذلك.
على ضوء ما تقدم نرى أن موجة ارتفاع الأسعار الحالية قد تستمر في الأيام القادمة وربما لا يقف المؤشر عند 10800 نقطة كما توقع أحد الزملاء المحللين في برنامج المؤشر يوم الأحد الماضي بتلفزيون قطر وإنما تندفع إلى ما بعد ذلك إلى مستوى 11500 نقطة كما توقعنا في مقالة 20 نوفمبر الماضي. فبعض الشركات التي تدخل في تركيب المؤشر لا زالت لديها فرصة جيدة للارتفاع بسبب وضع مكرر الربح لها، ومن هذه الشركات بنك قطر الوطني، وبنك الدوحة والدولي والمصرف وصناعات وقطر للتأمين والكهرباء والنقل والعقارية. وارتفاع أسعار هذه الأسهم على النحو المتوقع كفيل بأن يجعل السهم يتجاوز مستوى 11500 نقطة خلال فترة قصيرة. وسرعان ما تنتقل عدوى الارتفاع إلى أسعار أسهم شركات أخرى مثل الريان والسلام والأولى والخليجي والملاحة وغيرها فترتفع بقوة.
من هنا فإن النصيحة لحملة الأسهم هي في عدم الاستعجال بالبيع في يناير والانتظار إلى ما بعد ذلك لأن الأيام القادمة تبدو حبلى بالمفاجآت، وقد نعود خلال الربع الأول من العام إلى مستوى 13 ألف نقطة، وهذا رأيي أقوله لأحبائي في الموقع والله أعلم.