استمرار حالة الضعف رغم بعض النتائج الجيدة للشركات

كتبت البورصة هذا الأسبوع فصلاً جديداً في مسلسل الضعف والتراجع ، الذي بدأته منذ مايو الماضي ، فرغم ارتفاع رسملة السوق بنسبة 2.93% إلى 377.2 مليار ريال، إلا أن بقية المؤشرات تحركت في الاتجاه المعاكس؛ أي نحو المزيد من التراجع والانخفاض الذي لم تشهده البورصة في تعاملاتها منذ سنوات. فقد تحرك المؤشر ضمن هامش ضيق في حدود 50 نقطة مقارنة بـ 120 نقطة في الأسبوع السابق، إذ بدأ

الأسبوع على تراجع بنحو 50 نقطة يوم الأحد إلى مستوى 6913 نقطة، ثم ارتفع في الأيام الثلاثة التالية بما مجموعه 44 نقطة فقط، وعاد إلى الإنخفاض يوم الخميس بنحو 5 نقاط ليصل عند الإقفال إلى مستوى 6952 نقطة، بانخفاض 11.7 نقطة عن الأسبوع السابق.
ومن حيث إجمالي قيم التداول نجد أنه انخفض بنسبة 27.6% عن الأسبوع السابق ليصل إلى 448.8 مليون ريال في أسبوع وبمتوسط يومي 89.8 مليون ريال، بما يعتبر الأدنى منذ سنوات عديدة. وعكست تداولات المتعاملين حالة الضعف المزمنة التي أصابت البورصة،؛ فالمحافظ القطرية اشترت صافي بما مجموعه 25.7 مليون ريال ، في حين اشترت المحافظ غير القطرية بقيمة 4.6 مليون ريال، وذلك في مواجهة مبيعات صافية من جانب الأفراد بقيمة 22.7 مليون ريال للقطريين ونحو 7.8 مليون ريال لغير القطريين.
ولعل الغرابة فيما يجري أن استمرار حالة الضعف والتردي تحدث في وقت يتم فيه الإعلان عن نتائج الشركات للنصف الأول من العام، حبث تم الإعلان خلال الأسبوع عن نتائج عشر شركات كانت ست منها إيجابية. فقد جاءت نتائج مصرف الريان قوية بزيادة نسبتها 56.5% عن الفترة المناظرة من العام الماضي وسجل البنك أرباحاً بلغت 604.7 مليون ريال، كما أظهرت نتائج ناقلات زيادة بنسبة 41.1% إلى 329 مليون ريال، وارتفعت أرباح الإسلامية للتأمين بنسبة 30.1% إلى 65.4 مليون ريال، فيما ارتفعت أرباح الكهرباء والماء بنسبة 13.1% إلى 469.6 مليون ريالاً، وارتفعت أرباح الأهلي بنسبة 8.2% إلى 185.6 مليون ريال، وارتفعت أرباح الخليجي بنسبة 3.3% إلى 112 مليون ريال. وشهدت أرباح شركات أخرى تراجعات بنسبة 44.3% لأعمال، و 7.3% للعامة للتأمين ، و 5% لبنك الدوحة، وأظهرت نتائج فودافون تراجع الخسائر بـنحو 3 مليون ريال. وقد كان من المفترض أن تدفع بعض هذه النتائج ، وبعض النتائج الجيدة التي صدرت في الأسبوع السابق إلى تحسن أسعار بعض الأسهم، ولكن ما حدث كان مغايراً حيث انخفض سعر سهم الكهرباء والماء إلى 103، وتراجع سهم الخليجي إلى 16 ريال، وانخفض سعر الأهلي إلى 53.1 ريال، وانخفض سعر سهم ناقلات إلى 18.3 ريال، واستقر سعر سهم الريان عند 14.3 ريال، فيما ارتفع سعر سهم الإسلامية للتأمين إلى 50 ريالاً.
وقد كان أكثر الشركات تداولاً خلال الأسبوع سهم شركة بروة بقيمة 58.8 مليون ريال، تلاها سهم صناعات بقيمة 47.5 مليون ريال، ثم المصرف الإسلامي بقيمة 33.8 مليون ريال، فالريان بقيمة 33.4 مليون ريال، فناقلات بقيمة 28.7 مليون ريال. وواضح أن هذه الأحجام ضعيفة وتقل عما كان يتم تداوله منها في يوم واحد في فترات سابقة.
ومن حيث أكثر الشركات انخفاضاً وارتفاعاً في أسبوع ، نجد أن سعر سهم الأهلي قد سجل انخفاضاً بنسبة 7% تلاه سهم ناقلات بنسبة انخفاض 2.65%، ثم سهم الكهرباء والماء بنسبة 2.64% فسهم بنك الدوحة بنسبة 2%.وفي المقابل كان سهم أزدان أكبر الرابحين بارتفاع نسبته 15.4%، ثم سهم الإسلامية للتأمين بنسبة 13.6%، فسهم الخليج التكافلي بنسبة 8.3 %، ثم سهم التحويلية بنسبة 7.8 % ثم سهم الملاحة بنسبة 5.1%.
وليست بورصة قطر فقط التي تعاني من حالة الضعف والتراجع بل أن الظاهرة عامة في دول التعاون، وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما ينعكس سلباً على شركات الوساطة التي دخل الكثير منها في مرحلة تجميد النشاط خوفاً من تراكم الخسائر. ومن هنا فإن الصورة العامة لأداء البورصة في قطر وفي دول التعاون تبدو صعبة بأكثر مما كان عليه الحال في سنة الأزمة المالية العالمية،،، والله أعلم.