إذا كانت الحكومة الإلكترونية قد حققت نجاحاً باهراً في تسهيل معاملات الجوازات بوزارة الداخلية، مثل تجديد الإقامات وإصدار البطاقات الشخصية، فإن وزارات أخرى لا تزال في حاجة للخدمات الإلكترونية، وتقف وزارة التربية والتعليم في مقدمة الوزارات التي هي في أمس الحاجة لخدمات الحكومة الإلكترونية. وفي تقديري إن العديد من الإجراءات البيروقراطية التي لا تزال ُتمارس في إدارة الامتحانات قد تجاوزها عامل الزمن، وأنها تشكل هاجساً مقلقاً لمعظم العائلات التي تضطرها الظروف للتعامل مع هذه الإدارة في مبناها القديم بجوار دار الكتب. ورغم أن السادة موظفي الإدارة لا يدخرون وسعاً في خدمة الجمهور الذي تزدحم به الغرف والممررات، إلا أن شدة الزحام –وخاصة في مواسم معينة مثل موسم بدء الدراسة هذه الأيام- فضلاً عن الطابع الروتيني لبعض الإجراءات، يجعلان من زيارة إدارة الامتحانات مهمة شاقة وصعبة.
وقد اضطرتني الظروف للتردد على مبنى هذه الإدارة هذا الأسبوع للتصديق على شهادة نجاح تلميذة في الصف السادس الابتدائي من مدرسة خاصة داخل قطر، فواجهت صعوبة في إتمام الإجراء المطلوب. ورغم أني أعترف بالتقصير في عدم تصديق الشهادة في شهور الصيف الفائتة، إلا أن المشكلة تظل قائمة وتتلخص في أن التصديق لشهادات من مدارس داخل قطر أمر يمكن إنجازه إلكترونياً للتسهيل على المراجعين. فالمعروف أن أية معاملة لدى الإدارة تحتاج لإنجازها إلى عدة أيام قد تطول إلى أسبوع، ويواجه المراجع في تقديم المعاملة أو عند استلامها بعض المعاناة في الوقوف في طابور غير مريح أمام شبابيك تخدمها موظفات يصعب التعامل معهن بسبب وجودهن في غرفة أخرى.ويتغلب البعض على هذه المشكلة بإحضار زوجته لإتمام المعاملة ، حيث يُسمح للإناث فقط بالدخول من الباب مباشرة.
وقد تجولت في بعض المكاتب في الإدارة بعد يومين من تقديم المعاملة لاستعجال استلامها، فوجدت مكتب أحد رؤساء الأقسام مزدحماً بالمراجعين الذين حاصروا المسئول في مكتبه في منظر لا يختلف كثيرا عن جمهرة المتعاملين حول مكاتب الوسطاء في سوق الدوحة للأوراق المالية. وكان سكرتير المدير رجلاً خلوقاً في تعامله مع المراجعين، ولم يقصر المدير أو مساعده في إجابة طلباتهم بقدر ما تسمح الظروف، ومع ذلك ظل الإحساس بالقلق والمعاناة من التأخير في إنجاز المعاملات هو الشعور المسيطر على المراجعين، وأنا منهم.
وإذا كان من المفهوم والمتفق عليه أن المعاملات الخاصة بالتعليم تخص جميع العائلات في قطر، وتتصل بمصالح الجماهير اتصالاً وثيقاً، ولما كان عامل الوقت قد أصبح مهماً للجميع، لذا فإن التطوير الإلكتروني لمعاملات وزارة التربية يجب ألا يتأخر كثيراً للتخفيف من معاناة الناس، والذهاب إليهم في أماكن تواجدهم في أنحاء قطر بدلاً من دفعهم للتجمهر في مبنى إدارة الامتحانات.
وعلى سبيل المثال:
• لماذا لا يتم اعتماد نتائج الامتحانات وتصديق الشهادات من كافة المدارس داخل قطر إلكترونياً، بحيث يذهب الطالب أو الطالبة إلى أي مدرسة جديدة، فيجد اسمه في قائمة الناجحين، ويتم قبوله بدون الحاجة إلى مستندات ورقية من الوزارة؟
• ولماذا لا يتم اعتماد البريد الالكتروني في الاتصال بين الإدارة والمدارس بدلاً من الفاكسات التي يستغرق إرسالها وقتاً طويلاً، فيتأخر وصول التعليمات وتتعطل مصالح الناس؟