دعوة الفلسطينيين لإنشاء صناديق عائلية لدعم الانتفاضة

لا يكاد يختلف اثنان على أن غالبية الفلسطينيين في الشتات يعيشون ظروفاً حياتية صعبة نتيجة الأعباء المالية الكبيرة التي يواجهونها لإعالة أسرهم ورعاية أبنائهم اجتماعياً وصحياً وتعليمياً ، إلى جانب مشاركتهم في ضريبة التحرير الرسمية (بواقع 5% من الراتب لا يكاد يختلف اثنان على أن غالبية الفلسطينيين في الشتات يعيشون ظروفاً حياتية قاسية وصعبة نتيجة الأساسي) وما يتحملونه من تبعات مباشرة لدعم الأهل والأقارب في الأراضي المحتلة كل بطريقته الخاصة. وإذا أضفنا إلى ذلك كله ارتفاع نسبة البطالة بينهم وخاصة بين الشباب من خريجي الجامعات الذين يجدون صعوبة في الحصول على أي وظيفة فضلاً عن أن تكون مناسبة .. ثم – وهذه هي الطامة الكبرى – ما حل ببعضهم من نكبات مالية ذهبت بمعظم المدخرات من جراء التعامل في أسواق المال العالمية بحثاً عن عائد مجزي وسريع ، أو من خلال التعامل مع بعض شركات الاستثمار. ورغم كل هذه الظروف الصعبة جداً التي يحياها الفلسطينيون في الشتات ، إلا أنهم مع ذلك مطالبون اليوم بتحمل المزيد من الأعباء المالية من أجل انتفاضة الأقصى ، وليكونوا قدوة حسنة لغيرهم من العرب والمسلمين في دعم صمود المناضلين الصابرين على أرض المقدسات في فلسطين.

إن على الفلسطينيين المسارعة في تكوين صناديق مالية عائلية – ومن لم تكن له عائلة فليأتلف مع أصدقاء له أو أنسباء – وذلك من أجل توفير مبالغ مالية ترسل مباشرة لإعانة الأسر المحتاجة في فلسطين ، سواء بسبب البطالة أو انقطاع فرص العمل ، أو لتدهور أسباب الرزق ، أو بسبب استشهاد رب الأسرة أو إصابته بجروح قد تعيقه عن العمل لأسابيع أو شهور طويلة .. إن على الصناديق العائلية أن تستقطع طواعية من كل قادر على العطاء مبالغ تتراوح ما بين 2الى5% من الراتب الأساسي كلٌ حسب مقدرته ، على أن تجمع المبالغ كل شهر وترسل إلى فلسطين ضمن ضوابط عائلية يقرها مجلس العائلة وأن يتم التوزيع في الداخل بمساعدة أناس ثقات مشهود لهم بالأمانة والتقوى والوطنية.

إن باستطاعة الفلسطينيين تأسيس مئات الصناديق في كل أنحاء العالم ، وذلك سيضمن رافداً مهماً من المال لدعم صمود الأهل في الداخل بطريقة عملية وبسيطة ، وبما يضمن وصول الأموال بالسرعة اللازمة. ومثل هذه الصناديق لا تحتاج إلى موافقات رسمية ، ولا إلى تعقيدات روتينية ، لا في الجمع ولا في الصرف ، طالما أنها ظلت في الإطار العائلي ولاعتبارات إنسانية ، وبما يتفق مع أبسط حقوق الإنسان.

إن الشعب الفلسطيني في الداخل يواجه اليوم أقسى وأعتى الهجمات البربرية التي تستهدف استئصال شأفته ، وتركيعه ، وإجباره على التنازل عن كل حقوقه في القدس ، وفي العودة ، والسيادة ، والدولة ، وعلي الجميعً أن يكونوا لذلك على مستوى الحدث لإفشال هذه المخططات الصهيونية بتآزرهم وتضامنهم وتكافلهم ، ولا ننسى أن العشرات القليلة من الريالات شهريا يمكن أن تتحول بهذه الطريقة إلى ملايين عديدة من الدولارات سنويا توظف في دعم الصمود ومواصلة النضال0