فلســطين في ضمير المصرفيين العـرب

فرضت الأحداث في فلسطين نفسها على فعاليات مؤتمر اتحاد المصارف العربية الذي بدأت فعالياته بالأمس في فندق ريتـز كارلتون بالدوحة ، فكان أن طالب المشاركون بضرورة مواكبة التطورات ودراسة إمكانية تقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني مع إعداد خطة عربية لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية الشارونية من بنى تحتية واقتصادية في كافة مدن وبلدات فلسطين .

ولم يغفل المتحدثون تباعاً وفي مقدمتهم سعادة يوسف حسين كمال وزير المالية وسعادة عبدالله العطية محافظ مصرف قطر المركزي عن التركيز على أهمية دعم الشعب الفلسطيني في محنته الحالية باعتبار أن الهم السياسي لا ينفصل عن الهم الاقتصادي العربي ، وإذا استطاع اتحاد المصارف العربية أن يخرج بتوصية مؤكدة وقوية حول دعم الشعب الفلسطيني فإن المؤتمر يكون بذلك قد أعطى رسالة قوية لشعب الصامد في مدن فلسطين مفادها أن الأمة العربية معك في نضالك المشروع وأن عليك التمسك بالثوابت الوطنية مهما طال الحصار واستشرى الظلم . . كما أن المؤتمر يكون بذلك قد أعطى السياسيين العرب رسالة أخرى مفادها أن نجاح العمل العربي المشترك أمر ممكن إذا ما خلصت النوايا وصدقت العزائم ، وأن عليهم بالتالي عدم التردد في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية التي توقف الاجتياح الاسرائيلي لأرض المقدسات وذلك إذا ما صدر بيان عن القمة العربية في اجتماع طارئ يعقد خلال يومين يكون على جدول أعماله موضوع واحد فقط هو توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى اسرائيل والولايات المتحدة بأن عليهما وقف الاجتياح الاسرائيلي وإلا فإن العرب سيكونون في حل من مبادرة السلام المطروحة وأن المنطقة بذلك تعود إلى حالة الحرب في مواجهة عدو لا يؤمن غدره .

وكان مؤتمر اتحاد المصارف العربية قد شهد مشاركة فعالة من جانب العديد من المسؤولين في الدول العربية وفي الاتحادات الاقتصادية العربية ، مما شكل مظاهرة اقتصادية عربية بهدف البحث في التحديات التي تواجه الاقتصادات العربية بوجه عام والمصارف العربية بوجه خاص باعتبار أن الأخيرة في طليعة النظام الاقتصادي العربي ، وكان أن طرحت على بساط البحث والمناقشة قضايا هامة لتفعيل التعاون الاقتصادي العربي وإحداث نقلة نوعية كبيرة بما يسمح بتحقيق الوحدة الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين الدول العربية ، وإزالة المعوقات التي تعوق تدفق الاستثمارات من بلد لآخر ، وبدون ذلك فإن قطار العولمة الذي انطلق مجدداً من محطة الدوحة في نوفمبر الماضي سوف يتجاوزنا لنكون في مؤخرة الأمم التي تستفيد من إنجازات هذا العصر .