هل قمنا كعرب بكل ما نستطيع على الصعيد الاقتصادي لدعم صمود أهلنا الاسطوري في جنين ونابلس في مواجهة آلة الدمار الهمجية وحملات الارهاب الشارونية؟؟
إن طاقات العمل الاقتصادي عند الأمة العربية عديدة ومتنوعة وكلها لم تستغل أو تتطور حتى الآن على النحو المطلوب بسبب غياب أو تغييب التأثير الفاعل للاتحادات الاقتصادية العربية، إما لضعف هذه الإتحادات أو لوقوعها تحت سيطرة أنظمة الحكم العربية أو عدم وجودها أصلاً.. من هنا فقد اقتصر الدعم العربي حتى الآن على المسائل التالية:
1. حملات التبرع بالمال التي نظمتها بعض الدول العربية بشكل متفرق، ولكنها لم تصل إلى الذروة المطلوبة بل لا زالت عند مستويات متدنية رغم القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي حث على جمع تلك التبرعات..
2. ما صدر عن سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من وعد بإعادة بناء ما تدمره الدبابات الاسرائيلية من مباني في المدن الفلسطينية.
3. ما أعلنه الرئيس العراقي من وعد بتعويض أسر أبطال العمليات الاستشهادية بواقع 25 ألف دولار لكل شهيد.
4. ما أعلنه إتحاد العمال السودانيين من قرار برفض التعامل مع السفن الأمريكية سواء لجهة الشحن أو التفريغ.
5. ما أعلنه الرئيس العراقي من قرار بوقف صادرات النفط العراقية عبر الموانئ التركية في الشمال أو العراقية على الخليج ولمدة شهر كامل أو حتى انسحاب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية.
6. ما تنادت به بعض المظاهرات الجماهيرية الغاضبة في كافة أنحاء العالم العربي من عودة قوية لمقاطعة المنتجات الأمريكية.. وكنا نود أن نسمع من بعض الدول العربية قرارات فاعلة في هذا المجال كأن تعلن الدول عن تجميد شراء الطائرات الأمريكية من طراز بوينج (إن لم يكن بالإمكان إلغاؤها بالكامل)، وأن يتم تجميد التعامل مع الشركات الأمريكية في مجال تنفيذ المشروعات الضخمة وإعطاء الأولية للشركات الفرنسية والإيطالية والسويدية والبلجيكية وغيرها من الدول التي كان لها موقف حازم في نصرة الحق العربي.
نقول إن ما سبق ليس كافياً وهنالك الكثير الذي يمكن أن تقدمه الشعوب العربية للشعب الفلسطيني لمؤازرته ودعم صموده.. وإذا كانت الجيوش العربية عاجزة عن التحرك لمشاغلة الصهاينة على الأقل كما فعلت كتائب حزب الله في الجنوب اللبناني، فإن أمام إتحادات العمال العرب دور هام ومن ذلك:
· أن تحذو حذو إتحاد العمال السوداني في وقف التعامل مع السفن الأمريكية فضلاً عن الاسرائيلية في كافة الموانئ العربية.
· أن يضرب عمال النفط عن العمل لمدة يوم واحد فقط وهذا الإقتراح في رفع أسعار النفط من ناحية ويعطي إشارة قوية على مدى تضامن العرب مع الفلسطينيين. ويؤدي إنقطاع الإمدادت النفطية ليوم واحد إلى خسارة السوق النفطية العالمية ما يزيد عن 12 مليون برميل، ويرتفع الرقم إلى نحو 19 مليون برميل لو تضامن العمال المسلمون في ذلك مع العمال العرب. وهذا عمل يضغط بشدة على المصالح الأمريكية لوقف المزاجر الهمجية ضد الفلسطينيين.
ملاحظة: ستقوم الولايات المتحدة خلال هذا الشهر بدفع الدعم السنوي المقرر لحكومة إسرائيل ومقداره 3 مليار دولار وبالتالي فإن لدى الإدارة الأمريكية فرصة للضغط المؤثر على إسرائيل إذا ما وجدت من يضغط عليها من الجانب العربي والإسلامي.