ارتفعت أسعار النفط هذا الأسبوع إلى أعلى مستوى لها هذا العام ، حيث وصل سعر نفط غرب تكساس الأمريكي في بورصة نيويورك إلى مستوى 30.71 دولار ، فيما وصل سعر نفط برنت البريطاني في بورصة لندن الى 29.88 دولار ، ووصل سعر سلة خامات الأوبك إلى مستوى 28.28 دولار للبرميل. ولا تزال الأسعار تتجه إلى أعلى ، وقد يصل سعر نفط غرب تكساس إلى مستوى 35 دولار للبرميل في غضون الأسابيع القليلة القادمة وذلك للأسباب التالية:
أولاً: أن مؤتمر الأوبك الاستثنائي قد انتهي قبل أسبوع إلى قرار يقضي بالإبقاء على سقوف انتاج الدول الأعضاء عند المستويات الراهنة دون زيادة، باعتبار أنه لا يوجد أي مبرر لزيادة الإنتاج ، وأن الإمدادات الحالية تكفي لمواجهة الطلب الحقيقي على النفط ، وأن الارتفاع الراهن في الأسعار ناتج عن زيادة غير حقيقية في الطلب لأغراض التخزين.
ثانياً: أن الإمدادات الروسية خارج مجموعة دول الاتحاد السوفييتي السابق، سوف تنخفض بنسبة 4.3% في الشهور الثلاثة القادمة بسبب ظروف المناخ البارد في موانئ التصدير الروسية.
ثالثاً: أن الطلب العالمي على النفط خلال الشهور الثلاثة القادمة سوف يرتفع بمعدل 1.6 مليون برميل يومياً عن الربع الثالث من العام لاعتبارات موسمية ، وأنه مرشح لأن يصل الى مستوى 78.1 مليون برميل يومياً خلال هذه الفترة ، وهو ما يزيد بنحو 1.1 مليون ب/ي عن نفس الفترة من العام الماضي.
رابعاً: أن إعصار الهاريكان في خليج المكسيك يعوق عمليات تحميل النفط مما يؤدي إلى زيادة في السحب من المخزونات المعتادة في الولايات المتحدة التي بلغت 292 مليون ريال قبل أسبوع ، وهو أقل مستوى للمخزون في سنة ونصف ، ويعتقد بأنها ستهبط دون ذلك عند الإعلان عن بيانات النفط الأمريكية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
هذه العناصر الأربعة كفيلة في مجموعها بالإبقاء على أسعار النفط مرتفعة ، فما بالك وهي تحدث في وقت تدق فيه الإدارة الأمريكية طبول الحرب ضد العراق الذي يعتبر من المصدرين الرئيسيين للنفط في العالم!!. إن انتاج النفط العراقي قد انخفض في الآونة الأخيرة إلى مستوى 700 ألف برميل يومياً فقط بسبب خلاف بين العراق والأمم المتحدة على آلية التسعير ، فكيف إذا انقطعت امدادات العراق لوقت أطول ، أو تسببت العمليات العسكرية في تعطيل الصادرات النفطية من منطقة الخليج ولو بصورة جزئية؟.
إن تطمينات السيد ويليام رمزي ، نائب مدير وكالة الطاقة الدولية ، بالأمس لن تفلح في إقناع المستهلكين بعدم التهافت على التخزين بحجة أن معظم احتياجات الدول الغربية تأتي في الوقت الراهن من خارج منطقة الخليج!! ومع ذلك فإنه في حالة بدء العمليات العسكرية ، فإن الولايات المتحدة سوف تعمد إلى السحب من المخزون الاستراتيجي للإبقاء على الإمدادات عند المستويات المعتادة طيلة فترة العمليات ، وهو ما سيحول دون انفلات أسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة ،إلا أن حسابات الحقل لا تطابق حسابات البيدر دائماً ، مما يبقي الاسابيع القادمة مفتوحة على كل الإحتمالات.