علامة استفهام كبيرة تراها على الوجوه هذ الأيام ، والكل يسأل باهتمام بالغ يصل إلى حد القلق عن الاتجاهات المحتملة لسعر سهم صناعات قطر ، وما إذا كان السعر سيستمر في تراجعه التدريجي الذي شهدته السوق خلال الأيام الماضية ؛ أم أنه سيتماسك ويعود إلى الارتفاع ثانية. وتنبع أهمية السؤال من أن جميع المساهمين في المرحلة الراهنة هم من الرابحين الذين تتناقص أرباحهم لحظة بعد أخرى مع كل درهم ينقصه السعر .. والمسلم به أن الاكتتاب في أسهم صناعات قطر قد جاء على غير المألوف وخلق وضعاً استثنائياً لكل شيء .. وإذا كان المكتتب في أسهم أي شركة جديدة يوطن نفسه على إمكانية تحقيق ربح بسيط يتراكم مع الزمن ، فإن المكتتب في أسهم صناعات قطر قد حصل على جائزة كبيرة هي بالفعل مكرمة أميرية منذ اللحظات الأولى لبدء تداول أسهم الشركة في سوق الدوحة للأوراق المالية ، وقد بات من الصعب على كثير من المساهمين تقبل فكرة ضياع هذه الجائزة أو تناقصها بفعل التراجع المستمر في سعر السهم على نحو ما حدث في الأيام الماضية. ومن هنا فإن السؤال عن وجهة السعر المحتملة له مشروعيته ومبرراته عند القاعدة العريضة من المساهمين وخاصة أولئك الذين لجأوا إلى الاقتراض لتمويل اكتتابهم في أسهم الشركة.
على أن الجواب ليس بالسهولة التي يتصورها البعض ، ولا بد من التسليم بحقيقة أنه لا يعلم الغيب إلا الله – سبحانه وتعالى – وإنه إنما يجتهد المرء في بحثه عن إجابة على ضوء بعض المعطيات والشواهد التي ترجح تحرك السعر في هذا الإتجاه أو ذاك ، ويمكن على وجه الخصوص ملاحظة ما يلي :
1. أن سعر 70 ريالاً للسهم الواحد كان مرتفعاً بأكثر مما ينبغي ، خاصة إذا ما نظرنا إلى الموضوع من زاوية ريع السهم الواحد (أي نسبة ما يحصل عليه حامل السهم من ربح مقسوماً على القيمة السوقية للسعر) ، فإذا ما تقرر توزيع 10% أي ريال واحد للسهم مع نهاية العام ، فإن الريع لمن يشتريه بسعر 70 ريالاً يكون منخفضاً وفي حدود 1.4% ، وقد يرتفع الريع إلى 2.1% إذا تم توزيع أرباح بواقع 15% ، وبالنظر إلى أنه من غير المتوقع أن يتم توزيع أرباح بأكثر من 15% في السنة الأولى على الأقل ، فإن سعر 70 ريالاً للسهم لا يبدو جذاباً للشراء.
2. أن المشترين المحتملين المعول على رفعهم للسعر هم من فاتهم الاكتتاب في الأسهم وهم البنوك والشركات ، وهؤلاء لا يفيدهم الشراء عند السعر الحالي طالما أن ريعه سيكون محدوداً ويفضلون الانتظار لحين تراجعه إلى مستوىً معقول.
3. أن جانباً مهماً من حملة الأسهم هم من الناس العاديين ممن تعوزهم الخبرة والدراية في شؤون التداول ، وخوف هذه الفئة من ضياع الأرباح المتحققة يجعلها تقدم على التخلص من أسهمها أو جزء منها على الأقل ، ومثلها في ذلك كمن يقول عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة.
على ضوء ما تقدم توقعت أن يتراجع سعر سهم صناعات عن القمة التي وصلها عند سعر 77 ريالاً للسهم ، ونصحت صغار المستثمرين على وجه الخصوص بالبيع لجني الأرباح ، وأرجح أن يستمر التراجع في السعر إلى 60 ريالاً مع إمكانية تذبذب بعد ذلك ما بين 60 – 70 ريالاً للسهم قبل أن تتبلور معطيات جديدة ، والله أعلم.
ملاحظة : كتبت هذا المقال مساء الثلاثاء قبل الإنخفاض الكبير الذي طرأ على السعر يوم الثلاثاء.