لماذا النصيحة بتأخير الاكتتاب حتى 15/10 ؟

كانت نصيحتي لكل من سألني في موضوع الاكتتاب في أسهم شركة مواشي بأن لا يستعجل الشراء وأن يؤجل الموضوع إلى ما بين 10-18 اكتوبرحسب ظروف كل حالة. فالشخص الذي لا يمتلك سيولة مالية ويريد أن يقترض، عليه أن يتقدم بطلب الإقتراض مبكراً ليحصل على موافقة البنك على المبلغ، دون أن يقوم بسحب المبلغ فعلياً لغاية منتصف اكتوبر. والشخص الذي لديه السيولة اللازمة، عليه الإنتظار إلى 16-18 أكتوبر ليباشر عملية الاكتتاب بماله المتاح. أما الشخص الذي لا تتوافر لديه سيولة ولكنه يمتلك أسهماً لشركات أخرى ويريد أن يستفيد من قيمتها في عملية الاكتتاب، فقد نصحته ببيع تلك الأسهم أو جانباً منها ليكون جاهزاً للاكتتاب بعد منتصف اكتوبر خاصة وأن التوقعات كانت ترجح انخفاض أسعار الأسهم المحلية في فترة الاكتتاب وهو ما حدت بالفعل.
وكان الدافع وراء نصيحة التريث وعدم الاستعجال هو الرغبة في عدم تحميل المقترضين إلا القدر القليل من الفوائد البنكية على ما يقترضونه من ناحية، وتقليل الفوائد أو الأرباح التي تضيع على صاحب المال عندما يكسر وديعته ويستعملها فى الاكتتاب من ناحية أخرى.ولم يكن ذلك فحسب بل إن من ينتظر حتى 15-18 أكتوبر تكون لديه فرصة أفضل للحكم على الأمور بعد الاطلاع على الحقائق المتعلقة بالاكتتاب ،وأقصد بذلك عدد مرات تغطية رأس المال، وما يترتب على ذلك من تحديد نسبة التخصيص،وهو ما يساعده في تحديد حجم مشاركته في الاكتتاب.
ومن ينتظر إلىالأيام الأواخر، تتاح له فرصة متابعة تطور أسعار الأسهم في سوق الدوحة للأوراق المالية وذلك يمكنه من التنبؤ بمستوى السعر الذي سيكون عليه سهم شركة المواشي عند طرحه للتداول آخر العام. فلو تصورنا أن الانخفاض الراهن في أسعار الأسهم المحلية قد انتهى قبل منتصف اكتوبر، وأنها أي الأسعار قد عادت إلى الإرتفاع ثانية، فإن سعر سهم مواشي يكون عند طرحه قوياً وربما –والله أعلم يتجاوز الأربعين ريالاً. أما اذا استمر الإنخفاض الراهن في الاسعار إلى منتصف هذا الشهر ، فإن ذلك يكون مؤشراً سيئاً على احتمال انخفاض سعر المواشي إلى أقل من 30 ريالاً للسهم عند طرحه للتداول في أواخر ديسمبر القادم. وفي كل الأحوال يكون المتأخر في الاكتتاب في وضع أفضل لاتخاذ القرار المناسب للاكتتاب من عدمه أو للاقتراض من عدمه، أو لتحديد حجم ما يكتتب به على ضوء المعلومات التي تتاح له وهي بطبيعتها معلومات متغيرة.
ومن جهة أخرى نجد أن للتأخر في الاكتتاب ميزة إضافية تتمثل في إعطاء المستثمر القدرة على الموازنة بين الاكتتاب في أسهم شركة مواشي بكل المتاح لديه من أموال أو الاكتتاب بجزء منها فقط وترك الباقي لما قد ُيعلن عنه من شركات جديدة. فلو فرضنا-مثلاً- أن شخصاً ما اكتتب بكل ما لديه في أسهم المواشي مبكراً،ثم حدث أن تم الإعلان عن طرح أسهم شركة أخرى يوم12/10 ، فإن هذا الشخص لايكون قادراً على المشاركة في الاكتتاب في أسهم الشركة الثانية والتي قد تكون أفضل من شركة المواشي.
وتظل هنالك نقطة أخيرة تبرر نصيحة التأخير في الاكتتاب وهي أن من يكتتب في اليوم الأول مثل الذي يكتتب في اليوم الأخير لا فرق بينهما في شيء ، فلماذا الاستعجال؟