كان من المفترض أن تحدث هذه الأيام –قياساً على ما حدث في العامين الماضيين- حركة نشطة لشراء أسهم الشركات الممتازة انطلاقاً مما تنقله الصحف في هذه الآونة من أخبار وأرقام عن أداء هذه الشركات، وأعني بذلك النتائج المالية للشركات المساهمة لفترة الشهور التسعة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة المناظرة من العام السابق. وكان من المفترض أيضاً أن ترتفع أسعار الشركات التي تحقق نتائج جيدة بتأثير ما يمكن أن يُفهم من بياناتها المنشورة عن التوزيعات المحتملة للأرباح. إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن –على الأقل- وربما لن يحدث في الشهور الثلاثة القادمة بالنظر إلى أمرين أولهما أن هذه البيانات-وهي عن 9 شهور- قد لا تأتِ بجديد يخالف ما استقر في أذهان المتعاملين عن أوضاع تلك الشركات كما ظهرت عند قراءة الميزانيات نصف السنوية في شهر يوليو الماضي، أو ربع السنوية في أبريل. وثانيهما أن المؤثر الرئيسي على حركة التداول في هذه الفترة كان ولا يزال عامل الاستعداد للاكتتاب في أسهم شركة ناقلات الغاز بما يعنيه ذلك من حجب معظم السيولة المتاحة في السوق لهذا الهدف وعدم التفريط بها مهما كانت المغريات. ومع ذلك يظل من الضروري أن نقرأ هذه الميزانيات المنشورة وأن نفهم دلالاتها وما قد تحمله من مفاجئات قد تظهر في فترة ما بعد الاكتتاب القادم. ونلقي فيما يلي الضوء على بعض ما يمكن فهمه من الميزانيات المنشورة لبعض الشركات:
1- في شركة الملاحة –وهي من الشركات المهمة في السوق القطري- نجد أن إيرادات الشركة التشغيلية قد زادت إلى 84 مليون ريال مقارنة بـ 65.3 مليون ريال في الفترة المماثلة من العام السابق، ولكن إيراداتها من الاستثمارات كانت أقل بشكل ملموس فانخفض الربح الإجمالي قليلاً إلى 116.9 مليون ريال مقارنة بـ 120 مليون ريال. ولأن رأس المال قد زاد بنسبة 50% إلى 300 مليون ريال، فإن العائد الأساسي على السهم قد انخفض إلى 4.15 ريال للسهم بدلاً من 4.46 ريال في العام الماضي( أي بنسبة 3.2% من القيمة السوقية للسهم). هذا التطور غير جيد، ولكن في مقابل ذلك، نجد أن احتياطي القيمة العادلة للاستثمارات مرتفع جداً ويصل إلى 1961.5 مليون ريال مقارنة بـ1027.6 مليون ريال في العام الماضي، وذلك يعني إمكانية تحقيق الشركة لأرباح أكبر لو قامت بتسييل جزء من الاستثمارات الرابحة قبل نهاية العام. وحتى لو لم تفعل الشركة ذلك، فإن ضخامة الاحتياطي العام لديها والذي ارتفع إلى 535.7 مليون ريال نتيجة زيادة رأس المال بالاكتتاب في الربيع الماضي، سوف يمكن الشركة من توزيع أسهم مجانية قياساً على السنوات الماضية.
2- في شركة الاستثمارات العقارية- وهي من الشركات التي تأرجح سعرسهمها كثيراً هذا العام- نجد أن إيرادات الشركة قد زادت بنسبة 9.9% إلى 88.8 مليون ريال وزادت أرباحها إلى 51.4 مليون ريال وارتفعت ربحية السهم الواحد من 1.73 ريال في العام الماضي إلى 2.06 ريال هذا العام أي 2.9% من القيمة السوقية للسهم. هذه النتيجة تبدو عادية في ظل ضخامة رأس المال (250 مليون ريال) والضعف النسبي للاحتياطيات مقارنة بشركات أخرى، والديون المستحقة للبنوك البالغة 298.5 مليون ريال. وفي مقابل هذا، نجد أن خطط الشركة الرامية لزيادة راس المال بسعر 40 ريالاً للسهم في الربع الأول من العام القادم، يساعد على بقاء سعر السهم متماسك فوق 65 ريالاً للسهم.
3- في شركة المتحدة للتنمية- وهي واحدة من الشركات ذات الرأسمال الضخم (500 مليون ريال) تشير البيانات المنشورة عن 9 شهور إلى تحسن في الإيرادات ، نتيجة بدء تدفق الدخل من الاستثمارات. ومع ذلك فإن العائد على السهم الواحد لا يزال منخفضاَ جداً (حوالي 35 درهم للسهم أو ما يعادل 1.25%قياساً على القيمة السوقية للسهم). ومن غير المتوقع توزيع أرباح عن عام 2004 ولا عن عام 2005 كما سبق أن صرح بذلك رئيس مجلس الإدارة.
4- في شركة التأمين الإسلامية، الوضع مختلف تماماً حيث رأس المال منخفض جداً (30 مليون ريال) والعائد مرتفع جدا ً(7.95 ريال للسهم، أو 4.2% من القيمة السوقية للسهم ) مقارنة بـ 4.21 ريال للسهم في العام الماضي. وقد تحققت أرباح هذا العام على نشاطها الأصلي كشركة تأمين وليس من الاستثمارات، مما يعني أن الشركة وهي تتمتع بنوع من الاحتكار النوعي في عملها، مقبلة على المزيد من التوسع ، وتستطيع إدارة الشركة بسهولة التوصية بزيادة رأس المال بنسبة 50% عن طريق توزيع أسهم مجانية كما في العام الماضي.