هل تتحقق النبوءة ويسقط بوش؟

إذا نجح كيرى هذا الصباح في الوصول إلى البيت الأبيض، فإن نبوءة أطلقتها في مقال سابق يوم 19/2/2003 بسقوط الرئيس بوش لاعتبارات اقتصادية تكون قد تحققت. والظاهر حتى ساعة إعداد هذا المقال مساء الثلاثاء أن كفة بوش وكيرى متساوية في استطلاعات الرأي، وما نرجوه الساعة أن تُحسم الأمور لصالح كيري لا لشيء إلا لأن العرب الأمريكيين قد حزموا أمرهم وقرروا التصويت لأقل المرشحين ضرراً عليهم داخل الولايات المتحدة وعلى القضايا العربية بوجه عام. وإذا ما فاز كيري بالفعل فإن تحولاً جديداً يكون قد ظهر في الساحة، وهو أن الناخبين العرب في الولايات المتحدة قد بات لهم تأثير على مجريات الأمور ولو في الحالات التي تتعادل فيها كفتي المرشحين.
وأعود إلى نبوءة فبراير عام 2003 عن سقوط بوش فأقول إنها نبعت من اعتبارات اقتصادية بالدرجة الأولى حيث توقعت-قبل غزو العراق- أن ترتفع أسعار النفط وأن يؤدي ذلك إلى تضخم العجز في الميزان التجاري الأمريكي، وأن يتفاقم العجز في الميزانية الأمريكية بسبب نفقات الحرب على العراق، وأن يظل معدل البطالة مرتفعاً في الولايات المتحدة. وقد صدق الشق الأول من النبوءة حيث ارتفع سعر النفط بعد غزو العراق، وتراوح سعر نفط غرب تكساس ما بين 25-35 دولار للبرميل، ثم إنه وبفضل عوامل أخرى إضافية ارتفع السعر بشدة في عام 2004 ووصل في شهر اكتوبر إلى أعلى مستوى تاريخي له عندما تجاوز إلـ55.5 دولار للبرميل. وقد أدى هذا المستوى المرتفع جداً لأسعار النفط إلى تفاقم كل من العجز التجاري الأمريكي والحساب الجاري إلى مستويات قياسية مما يعني زيادة المديونية الأمريكية للعالم. ومن بين النتائج المترتبة على ذلك أن يتعرض سعر صرف الدولار إلى ضغوط وأن ينخفض أمام العملات الرئيسية كاليورو والين والفرنك السويسري والجنيه الاسترليني.
ورغم أن الاقتصاد الأمريكي قد نما في عامي 2003 و 2004 إلا أن ذلك كان بفضل تزايد الإنفاق العسكري إلى مستويات عالية وبسبب الانخفاض الكبير في معدلات الفائدة على الدولار إلى أدنى مستوى في نصف قرن، مع استمرار ذلك لفترة طويلة نسبياً حتى الآن.
ثم إن معدل البطالة في الولايات المتحدة قد ارتفع في عهد الرئيس بوش بعد أن انخفض بشدة في أواخر عهد كلينتون وكان في شهر أكتوبر عند مستوى 5.4% وهو ما سيكون له تأثير سلبي على الرئيس بوش.
إن المعطيات الاقتصادية حتى عشية الانتخابات قد عملت لصالح كيري، وإذا ما أقبل الأمريكين على التصويت بكثافة –وخاصة الشباب منهم- فإن ذلك سيكون إيذاناً بنهاية عهد بوش، فهل يتحقق ذلك؟