متابعات لأحوال سوق الأسهم

أعود مرة أخرى للحديث عن سوق الأسهم المحلية، ويبدو أنها باتت تستحوذ اليوم على اهتمام شريحة واسعة من الناس بالقدر الذي يجعلني أفكر في تخصيص مقال الأربعاء الأسبوعي للإجابة على تساؤلات القراء واستفساراتهم عن الأسهم، وأن أواصل المتابعات الاقتصادية عن بقية الشئون الأخرى في يوم آخر. وأعترف أن اهتمامات القراء تتباين بشدة، ففي حين عبر عدد من القراء عن ترحيبهم بالمقالات التي تناولت مؤخراً موضوعات مثل: فاتورة التسوية، وموضوع حكايات وهموم الناس في العيد، فإن عدداً آخر قد حبذ ورحب بالعودة للحديث عن سوق الأسهم كما تجلى في مقال نظرة على استفسارات القراء بشأن الأسهم، وقبله مقال ماذا حدث للسوق بعد العيد؟.
ولا شك أن الحديث عن الأسهم المحلية يكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة من السنة، والتي تمتد حتى إبريل القادم بسبب ما ستشهده من تطورات متلاحقة، سواء لجهة تحركات الأسعار أو ما سيصدر عن الشركات ومجالس إداراتها من بيانات وقرارات تستحق المتابعة والتحليل.

وأبدأ من حيث انتهيت في مقال الأسبوع الماضي عندما توقعت أن يتجاوز مؤشر السوق مستوى إلـ 6000 نقطة نتيجة ما بدا واضحاً من طلب قوى في الفترة الأخيرة على الأسهم وخاصة في قطاع البنوك وبعض الشركات الأخرى. وقد تجاوز المؤشر سقف الـ 6000 بسهولة ووصل إلى مستوى 6137 نقطة مما يعني ببساطة أنه مرشح لبلوغ مستوى 6500 نقطة خلال فترة قصيرة، وأن مستوى الـ7000 نقطة أصبح بوجه عام قريب المنال. وقد كان أداء قطاع البنوك قوياً جداً بسبب الثقة الكبيرة فيما ستوزعه هذه الشركات من أرباح كبيرة وخاصة في صورة أسهم مجانية. كما أن الارتفاع الكبير في أسعار أسهم شركات التأمين قد مهد الطريق أمام أسهم قطاع البنوك، للتجاوز ما كانت قد بلغته في مثل هذه الفترة من العام الماضي. ولقد عجبت من أحد الأخوة عندما جاء يسألني قبل أيام عما إذا كان عليه أن يبيع أسهم الدولي الإسلامي أم لا؟ وقال إنه حقق فيها أرباحاً كبيراً ويخشى عليها من الضياع لو حدث انهيار في الأسعار!!!. وقد نصحته بالاحتفاظ بها لأنها غالباً ما ستواصل ارتفاعها، وشرحت له كيف يتصرف لتفادي أي انخفاض غير متوقع في الأسعار.
وسأل أخ آخر عما إذا كان عليه أن يبيع أسهم التجاري ليشتري أسهم بنوك أخرى، أم أن عليه أن يقترض لتمويل الاكتتاب في أسهم ناقلات الغاز، فأشرت عليه بأن يبيع عد قليل من الأسهم ليشتري بها أسهماً أخرى من باب التنويع وعدم تركيز المحفظة في نوع واحد من الأسهم.

والتي سألتني عن أسهم البنك الأهلي أجبتها بأن حركة السوق سوف ترفع سعر هذا السهم وإن تأخر ارتفاعه عن أسهم الشركات الأخرى إلى وقت لاحق بسبب تدافع المتعاملين نحو أولويات بعينها في المرحلة الحالية.وقد وصل سعر السهم لمائة ريال، ولا أستبعد أن يتجاوزها إلى 110 على الأقل ولو بعد أسابيع. ورغم أن أسعار أسهم الشركات الأخرى قد ظلت مستقرة أو هي تراجعت قليلاً خلال الأسبوع الحالي، إلا أن ذلك لا يبرر التخلي عنها باعتبار أن دورها في الارتفاع سيأتي في وقت لاحق قد لا يطول كثيراً، وقد سررت بهذا الخصوص لارتفاع سعر سهم السلام بقوة إلى 12 ريالاً مسجلاً في ذلك زيادة بنسبة 20% في أسبوع واحد. وما حدث لأسهم السلام سيحدث لشركات أخرى في الفترة القادمة، ومن بينها سهم صناعات.

ردود سريعة: 1- الأخ م.ق. تحتاج إلى 15 ألف ريال فقط لكل بطاقة، وتصرف في الباقي كما تشاء. 2- إلى ع. الأفضل أن تخصصي مبلغاً في حدود 30 ألف ريال للاكتتاب وجربي حظك في شراء مجموعة منوعة من أسهم الشركات الأخرى، وأما السعر المتوقع لسهم ناقلات الغاز فنتركه لوقت آخر ولكن المؤكد أنه لن يقل عن 20 ريالاً. 3 – إلى ع.ي. حديثك عن تجزئة الأسهم صحيح ولكن ليس الآن، وقد يتطلب الأمر أكثر من عام للنظر فيه.