التحليل اليومي لأداء بورصة قطر- 31 مارس
تعودنا في أغلب الأيام أن تكون الساعة الأولى في بورصة قطر هي المحددة لشكل التداول بقية النهار، وهذا ما حدث في اليوم الأخير من شهر مارس، حيث بدأ التداول على ارتفاع يزيد عن 50 نقطة تمكن بها المؤشر من تخطي حاجز 7500 نقطة لأول مرة من خمسة شهور والوصول إلى مستوى 7519 نقطة. ولكن ذلك لم يدم إلا لعشرة دقائق فقط، بدأ بعدها في التراجع وإن اختلفت سرعة تراجعه ما بين لحظة وأخرى، ليصل عند الإقفال إلى مستوى 7462.5 نقطة بانخفاض طفيف يقل عن 3 نقاط عن إقفال الأمس.
ولقد اسفر تداول اليوم عن تقارب عدد اشركات المرتفعة والمنخفضة فانخفضت أسعار أسهم 21 شركة، وارتفعت أسعار أسهم 17 شركة، وبقيت أسعار أسهم 6 شركات بدون تغير؛ منها ثلاث لم يجر عليها تداول هي العامة للتأمين والسينما وأزدان. وقد عادت دلالة لتستاثر على اهتمامات المتعاملين فارتفع سعر سهمها بـ 5.39%، في حين كانت بقية الارتفاعات في إلـ 16 شركة الأخرى محدودة ومنها على الترتيب الإجارة 1.87%، وصناعات 1.59%، والإسلامية للأوراق المالية 1.34%، وفودافون 1.21% ثم المصرف 1%، وارتفع سعر سهم الوطني بـ 0.52% فقط.
وبين الشركات التي انخفضت أسعار أسهمها تميزت خمس منها بانخفاض ملحوظ هي على التوالي زاد بنسبة 8.67% (بعد أن أوصى مجلس إدارة الشركة بتوزيع 1.5 ريال ومنحة أسهم 10%)، والخليج للتأمين 8.11%، والعقارية وبروة بـ 5% لكل منهما. ولم تكن الشركات القيادية بين أكبر المتراجعين، حيث جاء سهم بنك الدوحة في المركز الحادي عشر وتراجع سعره بـ 0.97% وتلاه سعر سهم كيوتيل بنسبة تراجع 0.6%.
ولقد لوحظ أن المحافظ غير القطرية قد قادت عمليات البيع اليوم بما مجموعه 185.7مليون ريال، مع الشراء بقيمة 158.6 مليون ريال أي بصافي 12.5 مليون ريال بيع، في حين تفوقت عمليات الشراء عند القطريين على البيع. وبلغت جملة التداول اليوم نحو 462 مليون ريال بزيادة تصل نسبتها إلى 97.4% عن اليوم السابق الذي تقلص فيه حجم التداول بشدة إلى 234 مليون ريال. وكانت أغلب التداولات على سهم صناعات الذي استأثر بمفرده على 98.7 مليون ريال، وجاء المصرف تالياً بـ 49.6 مليون ريال، ثم بروة بقيمة 29.4 مليون ريال، ثم التجاري 27 مليون ريال، والريان وناقلات وفودافون بـ 25 مليون ريال تقريباً لكل منها، ثم الوطني بقيمة 20.8 مليون ريال.
وبعد،، هل أثر الإعلان عن تقديرات الموازنة العامة للدولة على التداول في البورصة ؟ الجواب نعم على أكثر من صعيد، فمن ناحية ارتفع المؤشر في البداية بأكثر من 50 نقطة اخترق بها حاجز 7500 نقطة وإن لم ينجح في الاحتفاظ بمكتسباته، وارتفع حجم التداول هذا اليوم قريباً من نصف مليار ريال، وتمكنت أسعار بعض الأسهم –كالمصرف- من تسجيل مستويات جديدة في مرحلة ما بعد توزيع الأرباح. وفي المقابل كان واضحاً أن بعض المحافظ وخاصة الأجنبية كانت تخطط لاستغلال حالة الفورة للقيام بعمليات بيع لجني الأرباح، وأن المحافظ القطرية كانت تعمل على دعم أسعار بعض الأسهم القيادية كالصناعات والمصرف وبروة والتجاري والريان وناقلات والوطني، وهو ما ساعد على امتصاص ضغوط البيع وحال دون تراجع الأسعار والمؤشر بشدة بقية اليوم. وعلى ذلك عدنا إلى نفس المربع الذي كنا عنده عشية انتظار أرقام الموازنة، فالمؤشر دون مستوى 7500 نقطة بنحو 38.5 نقطة، وانتهى موسم المفاجئات والتوزيعات والموازنات، فهل يواصل السوق تراجعه في الأيام في إطار ما نسمية تراجع تصحيحي قد يفقد معه 200 نقطة من أعلى مستوى وصله اليوم أي إلى 7320 نقطة قبل أن يرتد من جديد، أم تحدث عمليات شراء موجهة تعطي السوق زخماً جديداً لاختراق الحاجز ثانية، ومواصلة الإندفاع باتجاه حاجز المقاومة الثاني،؟ هذا ما سنعرفه في اليومين القادمين.
بشير يوسف الكحلوت
31/3/2010