في ظل أجواء أزمة جديدة.. المؤشر إلى 6500 نقطة
هبت اليوم على بورصات العالم والمنطقة عاصفة قوية هي الأسوأ في ستة شهور منذ تداعيات أزمة دبي، فقد نامت الأسواق في الليلة الماضية على تراجع قوي في نيويورك، واستيقظت على تراجع أقوى في طوكيو وشرق آسيا بسبب الوضع المتأزم في شبه الجزيرة الكورية، وهبط السوق السعودي هذا اليوم بنسبة 6.75%. وقد بدأ التداول في بورصة قطر على انخفاض قوي وضع المؤشر دون مستوى 6800 نقطة بقليل منذ اللحظة الأولى، ثم ما لبث أن واصل تراجعه ببطء بعد نصف الساعة الأولى، ولكن التراجع القوي في سوق السعودية بعد الحادية عشرة قد ضاعف من خسائر بورصة قطر ، وفقد المؤشر عند الإقفال ما مجموعه 291.4 نقطة، وما نسبته 4.2%، ليصل إلى مستوى 6647.2 نقطة. وقد انفردت المحافظ غيرالقطرية بالبيع الصافي بما قيمته 97 مليون ريال، في مواجهة عمليات شراء صافي من القطريين بقيمة 38.4 مليون ريال، ومن المحافظ القطرية بقيمة 52 مليون ريال، ومن غير القطريين بقيمة 6.5 مليون ريال.
وقد أسفر التداول هذا اليوم عن انخفاض أسعار أسهم 37 شركة، وارتفاع أسعار أسهم 3 شركات فقط هي الخليج التكافلي والإسلامية للأوراق المالية والمناعي، وظلت أسعار أسهم شركتين بدون تغير. وكان من نتيجة انخفاض أسعار أسهم معظم الشركات أن انخفضت مؤشرات القطاعات الرئيسية بنسب عالية بلغت 4.04% للبنوك و 1.82% للتأمين، و 4.77% للصناعة، و 4.43% للخدمات.
كما ارتفع إجمالي قيم التداول بنسبة 36.7% عن يوم الإثنين إلى 388.2 مليون ريال، ونشط التداول كالعادة في اليام الأخيرة على أسهم صناعات بقيمة 89.5 مليون ريال ثم بروة بقيمة 36.2 مليون ريال، ثم الوطني بقيمة 32.1 مليون ريال، ثم التجاري بقيمة 29.7 مليون ريال، ثم ناقلات بقيمة 25.6 مليون ريال، فالمواشي بقيمة 22.2 مليون ريال، ثم المصرف بقيمة 19.5 مليون ريال.
ومن بين الشركات المنخفضة، سجلت أسعار أسهم 24 شركة تراجعاً بنسب لا تقل عن 4% ، وجاء في المقدمة سهم السينما بنسبة انخفاض 7.8% ثم الإجارة بنسبة 7.69% ثم أزدان بانخفاض نسبته 7.36%، ثم السلام بنسبة 7.21%، فقطروعمان بنسبة 6.98%. ومع نهاية اليوم كانت القيمة الرأسمالية لجميع الأسهم قد تدهورت بقيمة 18.2 مليار إلى 361.2 مليار ريال.
وبالمحصلة نقول إن البورصة دخلت منذ الأمس في المجهول، وتسارعت خطاها اليوم بشكل فاق المتوقع، ورغم أن بعض الفئات وخاصة القطريين والمحافظ القطرية قد ظنوا في الساعة الأولى من التداول أن الأسعار باتت مغرية للشراء، بهدف تحقيق مكاسب سريعة، إلا أنه ثبت بعد ذلك أن هذه النظرة غير صائبة، وأن احتمال الذهاب إلى الأسوأ ما زال قائماً. وعند كتابة هذا التحليل قُبيل السادسة مساءاً كانت المؤشرات الأمريكية والأوروبية لا تزال على تراجع بأكثر من 2% في الولايات المتحدة وبنحو 3% في أوروبا. كما انخفض سعر صرف اليورو إلى 1.22 دولار، وعاد سعر النفط في نيويورك إلى 68 دولار لبرميل غرب تكساس الخفيف. وفي ظل هذه المعطيات، ومع استمرار التوتر السياسي في أجزاء متفرقة من العالم، فإن الأسعار مرشحة لمزيد من التراجع، وقد يصل المؤشر غداً إلى أبواب 6500 نقطة،،، والله أعلم.
بشير يوسف الكحلوت