هل تستمر حُقن التنشيط لاسترداد الثقة في السوق؟؟؟
كان أداء البورصة هذا اليوم استثنائياً وغير عادي، فمن حيث حجم التداول نجد أن التداولات كانت حتى الساعة الأخيرة محدودة جداً، ولا تزيد عن 36 مليون ريال، ثم نشطت فجأة وقفزت في الساعة الأخيرة لتصل إلى 200 مليون ريال مع نهاية التداول، مقارنة بـ150 مليون ريال في اليوم السابق. ومن حيث قيمة المؤشر نجد أنه بدأ على تراجع محدود، ثم ما لبث أن تحول إلى ارتفاع في حدود 35 نقطة، وظل كذلك حتى نشط التداول في الساعة الأخيرة، فعزز المؤشر من ارتفاعه إلى 59 نقطة وبنسبة 0.87% عن يوم الإثنين، وصل معها إلى مستوى 6820.5 نقطة. وُتظهر نسب التداول أن القطريين شكلوا ما نسبته 81.5% من عمليات الشراء بينما باعوا صافي بما نسبته 59.2%. وبالأرقام المطلقة نجد أن المحافظ القطرية هي التي انفردت بالشراء الصافي هذا اليوم بما قيمته 64.1 مليون ريال، في مواجهة مبيعات صافية من كل الفئات حيث بلغت 25.8 مليون ريال للمحافظ غير القطرية، و19.6 مليون ريال للقطريين الأفراد و18.8 مليون ريال للأفراد غير القطريين.
وقد أسفر التداول هذا اليوم عن ارتفاع أسعار أسهم 30 شركة، وانخفاض أسعار أسهم 6 شركات، وظلت أسعار أسهم 6 شركات بدون تغير، 3 منها لم يجر عليها تداول. وكان من نتيجة ذلك أن ارتفعت كل مؤشرات القطاعات؛ فارتفع مؤشر قطاع البنوك بنسبة 0.54%، والتأمين بنسبة 1.89%، والصناعة بنسبة 1.63%والخدمات بنسبة 1.01%.
وقد نشط التداول على سهم الصناعات بقيمة 34.9 مليون ريال، ثم بنك الدوحة بقيمة 24.6 مليون ريال، فالريان بقيمة 21.5 مليون ريال، فبروة بقيمة 19.1 مليون ريال، ثم الخليج الدولية بقيمة 16.3 مليون ريال، ثم ناقلات بقيمة11.4 مليون ريال، فالتجاري بقيمة 9.6 مليون ريال، ومن بين الشركات الثلاثين التي ارتفعت أسعار أسهمها، جاء في المقدمة سهم السلام بنسبة ارتفاع 2.91% فالإسلامية للتأمين بنسبة 2.89% ثم كيوتيل بنسبة 2.38%، فالإسمنت بنسبة 2.01% فالتحويلية بنسبة 1.99%، فقطر للتأمين ودلالة وصناعات بنسبة 1.89% لكل منها. أما من حيث الشركات التي انحفضت أسعار أسهمها فجاء سهم زاد في المقدمة بنسبة انخفاض6.92% ثم الأهلي بنسبة 5.10%% فالمخازن بنسبة 1.63%. ومع نهاية التداول كانت القيمة الرأسمالية لجميع الأسهم قد ارتفعت بنحو 2.2 مليار إلى 366.1 مليار ريال.
وبالمحصلة نقول: إن أداء البورصة جاء اليوم مخالفاً للتوقعات، وذلك بفعل فاعل، ذلك أن أرقام التداول ومعطياته التي لخصناها أعلاه، والظروف المحيطة عالمياً كانت توحي بخلاف ما حصل، وحتى الدقيقة التسعين من بدء التداول كانت هناك حالة من الإحباط بين المتعاملين، جعلتهم يكتفون بمراقبة ما يجري دون انغماس في النشاط وذلك خوفاً من مفاجآت قد تحدث في أي وقت. وفي ظل حالة الوهن الشديدة التي سيطرت على الأداء كان من السهل على البعض التأثير على الأسعار من خلال ضخ القليل من السيولة، فارتفع المؤشر في حدود 35 نقطة على نحو ما أشرنا. وفي الساعة الأخيرة، بدأت محافظ قطرية في الشراء بقوة- في مواجهة مبيعات صافية من كل الفئات الأخرى- فساعد ذلك على تحسن الأداء، وأعاد اللون الأخضر لشاشة التداول. الجدير بالذكر أن حالة الاضطراب وعدم اليقين كانت سائدة أيضاً في أسواق المنطقة؛ حيث تقلب المؤشر السعودي هبوطاً وصعوداً وارتفع في الختام 12 نقطة عاد بها إلى 6003 نقطة، وتراجع مؤشرا دبي وأبوظبي بنقاط محدودة. والسؤال الآن هل يكفي ما حدث من تدخل في دعم نشاط البورصة وجذب المستثمرين إليها، أم أن حقن التنشيط تظل مطلوبة يومياً ولمدة طويلة حتى يسترد المتعاملون ثقتهم في السوق؟؟؟
بشير يوسف الكحلوت 8/6/2010