ثلاثة محاور اقتصادية في خطاب الأمير (3 – 3) .. مبررات التوسع في الصناعات الخفيفة

تكملة لحديثنا السابق عن المحاور الثلاثة في خطاب حضرة صاحب السمو الأمير المفدى في افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى . نشير اليوم إلى المحور الثالث عن الصناعة، وقد جاء في الخطاب بهذا الخصوص ما يلي:
أن مشروعاتنا الصناعية القائمة على الغاز قد أوشكت على الانتهاء ودخل بعضها مرحلة الإنتاج وسوف يكون تركيزنا المستقبلي على الصناعات المتوسطة والخفيفة إلى جانب الأساسية – لتساهم في تكامل مسيرتنا التنموية في كافة المجالات . المعروف أن لدى دولة قطر الآن ستة أنواع من الصناعات الأساسية هي :
أولاً : الأسمدة الكيماوية وتنتجها شركة قطر للأسمدة الكيماوية قافكو من ثلاثة مصانع هي على التوالي قافكو (1) وقافكو (2) وقافكو (3) بطاقة اجمالية 3800 طن من الأمونيا و4500 طن من اليوريا يومياً . ورغم أن الشركة تعتبر بذلك واحدة من اكبر منتجي الأسمدة الكيماوية في منطقة الشرق الأوسط ، إلا أن هنالك خططاً لدى الشركة ولدى المؤسسة العامة القطرية للبترول لبناء مصنع رابع *.
ثانياً : الأسمنت ، ويوجد الآن مصنعان للأسمنت في قطر ، القديم بطاقة 475 ألف طن من الأسمنت بنوعيه ، والجديد بطاقة 670 ألف طن سنوياً بخلاف الجير الحي والمنتجات الجانبية الأخرى .
ثالثاً : البتروكيماويات وتتنوع صناعة البتروكيماويات في قطر ما بين صناعة الإيثيلين والبولي إيثيلين منخفض الكثافة الذي تنتجه شركة قابكو من مصنعين بطاقة إجمالية نحو 320 ألف طن سنويا من الإيثيلين و.36 ألف طن سنوياً من البولي ايثيلين و70 ألف طن من الكبريت، ثم صناعة الميثانول ومادة الإضافات البترولية MTBE من مصنع كافاك بطاقة 825 ألف طن سنوياً من الميثانول و610 آلاف طن من مادة MTBE . والى جانب هذه الصناعات القائمة يتم تشييد مصنعين حالياً أحدهما مصنع كيوكيم لإنتاج الايثيلين والبولى ايثيلين بطاقة 500 ألف طن و 467 ألف طن على التوالي، ومن المنتظر أن يدخل حيز الإنتاج في عام 2001 ، ومصنع قطع للفينيل وسينتج كلاً من كلوريد الإثيلين 338 ألف طن وكلوريد الفينيل 200 ألف طن والصودا الكاوية 260 ألف طن سنوياً .
رابعاً : الحديد والصلب ، وتنتجه شركة قاسكو من مصنعها القديم ومن مشروع التوسعة (الذي كان من المفروض أن يدخل حيز الإنتاج في عام 1999، ليرفع طاقة المصنع إلى اكثر من 1.3 مليون طن سنوياً ) وقد كان لدى الشركة عدد مشروعات لإنتاج كريات الحديد والسبائك الحديدية والاقطاب الكهربائية والمسطحات وعروق الصلب ، والحديد الإسفنجي المقولب وفقاً لما ورد في نشرات متخصصة قبل عدة سنوات ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه المشروعات قد نفذت أم لا ..
خامساً : المنتجات البترولية وتتولاها شركة نودكو التي تكرر النفط الخام من مصفاتها بطاقة إجمالية 62 ألف ب/ ي وتنفذ المؤسسة العامة القطرية للبترول مشروعات توسعة لرفع طاقة التكرير إلى 137 ألف ب/ ي .. وتوجد مشروعات أخرى قيد الدراسة لتكرير مكثفات حقل الشمال للغاز بطاقة 80 ألف ب/ي وآخر لإنتاج الوقود السائل بالتحويل الكيميائي المباشر من الغاز بطاقة 100 ألف ب/ ي (مشروع اكسون) وثالث لإنتاج الوقود السائل بالتحويل الكيميائي بطاقة 30 ألف ب/ ي (فيليبس/ساسول) .
سادساً : الصناعات الاستخراجية وتضم صناعات استخراج النفط والغاز المعروفة ومشروعات تسييل الغاز من شركتي قطر غاز ورأس لفان .
***
على ضوء هذا التحديد لإطار الصناعات الأساسية في قطر يمكن أن نلاحظ ما يلي :
1 – أن الصناعات الاستخراجية سوف تستمر في التوسع لرفع الطاقات الإنتاجية من النفط – كما أعلنت ذلك وزارة الطاقة والصناعة – إلى ما يزيد عن 900 ألف ب/ي ، كما سيستمر التوسع في إنتاج الغاز من حقل الشمال على ضوء النجاح في إبرام تعاقدات جديدة مع المشترين المحتملين في آسيا .
2 – إن صناعة تكرير النفط الخام وكذا تكرير المكثفات أمامهما فرصة كبيرة للتوسع في قطر انطلاقاً من تزايد الكميات المنتجة من النفط والغاز من ناحية وبسبب تزايد الطلب المتوقع على المنتجات محلياً وعالمياً من ناحية أخرى .
3 – إن صناعة الاسمدة الكيماوية أمامها فرصة أخري وربما تكون أخيرة لزيادة إنتاجها من مصنع رابع وذلك إذا ما تبين أن الطلب العالمي على اليوريا يسمح بذلك .
4 – إن صناعة الحديد والصلب ليس أمامها فرص للتوسع الرأسي بسبب اعتماد شركة قاسكو على الحديد الخام المستورد من ناحية وللمنافسة الشرسة التي تواجهها من شركات عالمية وإقليمية أخرى .. أما التوسع الافقي فهو إذا ما أثبتت الدراسات إمكانية تسويق الإنتاج .
5 – إن صناعة البتروكيماويات غير مرشحة للتوسع في الأجل المتوسط الذي يمتد لخمس سنوات سواء من الايثيلين او الميثانول أو الصودا الكاوية وغيرها ، والسبب في ذلك هو ضرورة التأني لمعرفة اتجاهات الطلب والعرض على هذه المواد وبسبب الاستثمارات الضخمة التي تتطلبها .
وإذا كان التوسع في الصناعات الأساسية محدوداً بما أشرنا إليه أعلاه فإن أمام الصناعات الخفيفة والمتوسطة آفاقاً رحبة للتوسع في السنوات القادمة وهذا ما أشار إليه حضرة صاحب السمو الأمير في خطابه .. وسنعود للحديث عن هذا الموضوع في زاوية أخرى من متابعات اقتصادية إن شاء الله.