ليس هناك خلاف على أهمية بطاقات الشراء أو الائتمان كالفيزا والماستر كارد وغيرها في حياتنا المعاصــــرة باعتبارها بديلاً للنقود والشيكات وكوسيلة دفع مقبولة ليس محلياً فقط وإنما في كل مكان يذهب إليه حامــــــــل البطاقة. وقد تتطور استخدام البطاقة في السنوات الأخيرة فلم يعد يقتصر على سداد قيمة المشتريات أو فواتيــر الخدمات وأنما تجاوز ذلك ليشمل توفير النقد السريع من معظم ماكينات الصراف الآلي إضافة إلى أن الشركــات المصدرة للبطاقات باتت تقسط المبالغ المستحقة الدفع على شهور عديدة بدل من اشتراط دفعها كلها مـــــرة واحدة كما كان يحدث في السابق .. ولم يقتصر اصدار البطاقات على البنوك التجارية وإنما دخلت على الخدمـة شركات متخصصة في التمويل والاستثمار كما أن البنوك الاسلامية لحقت ببقية البنوك في اصدار بطاقـــــــــات خاصة بها رغم أن بطاقاتها هذه تقتصر في استخدامها على سداد الفواتير فقط وتقدم لصاحب البطاقة نقــــــــداً فورياً في حدود ما لديه من رصيد في الحساب الجاري أو في حدود راتبه الشخصي وهي بالتالي لا تقرض مالاً ولا تقسط ديناً.
ما ذكرته حتى الآن يكاد يكون معلوماً للجميع وليس فيه جديد ولكن الذي أريد إثارته في هذه المتابــــــــعة مـن زاوية متابعات إقتصادية هو موضوع فوائد البطاقات أو فوائد التمويل والكيفية التي يتم احتساب الفوائد فيـــها باعتبار أنها قد تختلف من بنك لآخر أو من بطاقة لأخرى فالمعلوم أن بعض الشركات كالفيزا تتقاضى فائــــــدة بواقع 18% على معدل سنوي أو ما يعادل 1.5% شهرياً في حين ترتفع النسبة لدى بطاقات أخرى إلـــى 24% سنوياً أو ما يعادل 2% شهرياً وهذه نسبة عالية مقارنة بمعدلات الفوائد على القروض والتسهيـلات الائتمانية المباشرة في البنوك والتي تتراوح في العادة ما بين 11.5% 13% سنوياً ولا يوجد مبرر لهــذا الافراط في الزيادة في احتساب فوائد البطاقات وقد يكون من الأنسب لو راعت البنوك والشركات ذلك واعــادت النظر في تلك النسب المرتفعة.
وتختلف طريقة احتساب الفوائد من بطاقة لأخرى، وفي حين تعطي جميعها لحامل البطاقة فرصة التسويق واستعمال البطاقة لمدة شهر يتم بعده إصدار كشف حساب للمبالغ الواجب سدادها، فإن بعض البطاقات تمهـل حاملها مدة أسبوعين للسداد بعد الشهر فإذا دفع في التاريخ المحدد كان بها والا تم احتساب فوائد على المبالغ المتبقية اعتباراً من التاريخ المعين للسداد (أي بعد أسبوعين من تاريخ صدور الكشف).
وفي المقابل فإن بطاقات أخرى تعطيك مهلة شهر للسداد بعد صدور الكشف وتخيرك بين السداد والتقسيط فـإذا قبلت بالتقسيط أو لم تتمكن من دفع المبلغ المستحق بالكامل فإنه يجري احتساب فوائد على كامل المبلغ وليس المبلغ المتبقي فقط، مع كون ذلك يسري اعتباراً من تاريخ صدور كشف الحساب وليس من التاريخ المحــــدد للسداد وذلك في المحصلة يؤدي إلى زيادة كبيرة في مقدار الفوائد التي يتحملها حامل البطاقة.
والنصيحة التي أقدمها لكل حامل بطاقة هي أن يراجع الشركة صاحب البطاقة ليتمكن من الطريقة التي تحتســـب بها الفوائد حتى لا يدفع أكثر مما ينبغي وفي الوقت ذاته ادعو البنوك والشركات إلى التيسير على حاملـــي البطاقات والتخفيف ما أمكن من معدلات الفائدة وشروط السداد.