لتحليل اليومي لأداء بورصة قطر- 18مارس


لم يكن غريباً أن تأتي رياح البورصة هذا اليوم وفق ما قالت به توقعات الأمس، باعتبار أن حركتها كانت محكومة باعتبارات نمطية واضحة، وبعوامل مكشوفة. فبعد ثلاثة أيام متتالية من الارتفاعات القوية، وبعد اختراق مؤشر السوق لأكثر من حاجز مقاومة، وفي يوم خميس يسبق عطلة نهاية الأسبوع، كان لا بد أن يهدأ التعامل في البورصة وأن يسجل بعض التراجع إلى حاجز الدعم الجديد. ولكن لأن الجميع يدرك أن موجات أخرى من الشراء لا بد أن تلحق في الأسبوع القادم، فإن المؤشر عاد عند الإقفال إلى مستوى 7315 نقطة بدون تغير يُذكر عن الأربعاء. وقد ارتفعت اسعار أسهم 23 شركة ارتفاعات محدودة وانخفضت أسعار أسهم 14 شركة، وبقيت أسعار 7 شركات بدون تغير.

وقد انخفض حجم التداول إلى أقل مما كان عليه في اليومين الماضيين إذ بلغ 390.2 مليون ريال مقارنة بـ 820 مليون ريال و 574 مليون ريال في اليومين السابقين، وإن ظل أعلى من المعدل اليومي المعتاد البالغ 234 مليون ريال. ويشي هذا المستوى المنخفض نسبياً بأن صفقات الشراء من جانب البنوك كانت في الحد الأدنى بانتظار بدء جولة جديدة في وقت لاحق. الجدير بالذكر أن مجمل التداول على أسهم البنوك قد بلغ 163 مليون ريال بنسبة 42.2% من الإجمالي، مع ملاحظة أن حجم التداول على أسهم الشركات الكبيرة قد تقلص إلى حد كبير عن الأيام السابقة باستثناء سهم التجاري الذي سجل 69.5 مليون ريال.

وإذا كان من المؤكد أنه كانت هناك تعليمات من المركزي تقضي بالسماح للبنوك بالعودة لشراء الأسهم، فإنه لا بد أن المركزي قد أعطى توجيهات أو نصائح مكملة بأن لا يتم ذلك دفعة واحدة، وذلك من أجل السماح لقوة الدفع الذاتية للبورصة كي تنشط وتعود إلى سابق عهدها. ولو لم يحدث ذلك، وتوالت المشتريات من البنوك بشكل يومي، فإن ذلك الحدث الاستثنائي سينتهي بعد أيام قليلة، يعود بعدها الحميع إلى البيع بقوة وينخفض المؤشر إلى نفس المستويات التي بدأ منها أو أقل.

وبالعودة إلى ما حدث في السوق هذا اليوم سنجد أن الإنخفاض في أسعار الأسهم كان محدوداً باستثاء سعر سهم الإجارة الذي انخفض بواقع 5.99% بعد انعقاد جمعيتها العمومية، وانخفض سعر سهم الخليج للتأمين بـ 3.86% والتحويلية بـ 2.59%، والإسلامية للأوراق المالية بـ 1.33% ثم بقية الشركات بواحد بالمائة أو أقل، مع ملاحظة أن أي من الشركات الكبيرة لم ينخفض سعرها. وفي المقابل ارتفعت أسعار أسهم 23 شركة بنسب محدودة كان أعلاها للميرة بنسبة 2.59% وفودافون بـ 2.56% ثم الإسلامية للتأمين بنسبة 1.83% والخليجي بنسبة 1.69% ثم دلالة بنسبة 1.41% .ويلاحظ مرة أخرى غياب أسماء الشركات الكبيرة عن تسجيل ارتفاعات ملحوظة. ومن حيث الشركات التي حافظت على أسعار أسهمها نجد سعر سهم الريان الذي ظل عند مستوى 13.2 ريال وسهم العقارية 32.40 ريال وسهم المتحدة 25.9 ريال.

وقد يكون من المبكر مع نهاية هذا الأسبوع إعطاء سيناريوهات لما يمكن أن يكون عليه التداول والمؤشر يوم الأحد، إذا قد يُترك السوق لحركته الذاتية لمعرفة اتجاهاته وما إذا كان سيواصل الارتفاع أم أنه بحاجة إلى موجة مشتريات جديدة تمكنه من اختراق مستوى 7500 نقطة. وبمعنى آخر أنه قد يجرب اختبار مستوى 7260 نقطة ثانية إلا إذا بدأت الموجة الجديدة مبكرة لوضع المؤشر عند مستويات جديدة والله أعلم.

بشير يوسف الكحلوت

17/3/2010